سورة الأحقاف تفسير الطبري الآية 9

Saturday, 18-May-24 04:58:44 UTC

فإذا كان ذلك كذلك, فمعلوم أن هذه الآية أيضًا سبيلها سبيل ما قبلها وما بعدها في أنها احتجاج عليهم, وتوبيخ لهم, أو خبر عنهم. يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل يا محمد لمشركي قومك من قريش ( مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ) يعني: ما كنت أول رسل الله التي أرسلها إلى خلقه, قد كان من قبلي له رسل كثيرة أرسلت إلى أمم قبلكم; يقال منه: هو بدع في هذا الأمر, وبديع فيه, إذا كان فيه أوّل. وما أرسلنا من قبلك من رسول. وليس فيه شاهد على هذه الرواية ؛ وقد استشهد به المؤلف على أنه يقال: هو بدع في هذا الأمر ، على معنى ما كنت أول الناس فيه وقوله تعالى: " قل ما كنت بدعا من الرسل ": معناه ما كنت أول من أرسل ، قد أرسل قبلي رسل كثير. فَلَا أَنَا بِدْع مِنْ حَوَادِث تَعْتَرِي رِجَالًا عَرَتْ مِنْ بَعْد بُؤْسِي وَأَسْعُدِ وَمِنْ الْبَدِيع قَوْل الْأَحْوَص: فَخَرَتْ فَانْتَمَتْ فَقُلْت اُنْظُرِينِي لَيْسَ جَهْل أَتَيْتِهِ بِبَدِيعِ يَعْنِي بِأَوَّل, يُقَال: هُوَ بِدْع مِنْ قَوْم أَبْدَاع. حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى, قَالَ: ثَنَا اِبْن ثَوْر, عَنْ مَعْمَر, عَنْ قَتَادَة, فِي قَوْله: { بِدْعًا مِنْ الرُّسُل} قَالَ: قَدْ كَانَتْ قَبْله رُسُل. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: وَمَا أَدْرِي مَا يُفْتَرَض عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ, أَوْ يَنْزِل مِنْ حُكْم, وَلَيْسَ يَعْنِي مَا أَدْرِي مَا يُفْعَل بِي وَلَا بِكُمْ غَدًا فِي الْمَعَاد مِنْ ثَوَاب اللَّه مَنْ أَطَاعَهُ, وَعِقَابه مَنْ كَذَّبَهُ.

1. قل ما كنت بدعا من الرسل والأنبياء
2. معنى قوله تعالى قل ما كنت بدعاً من الرسل
3. وما أرسلنا من قبلك من رسول
4. قل ما كنت بدعا من الرسل وظنوا
5. قل ما كنت بدعا من الرسل اعراب

قل ما كنت بدعا من الرسل والأنبياء

حمل تطبيق جامع الكتب الإسلامية. 24162 -حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو, قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِم, قَالَ: ثَنَا عِيسَى; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث, قَالَ: ثَنَا الْحَسَن, قَالَ: ثَنَا وَرْقَاء جَمِيعًا, عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح, عَنْ مُجَاهِد, قَوْله: { مَا كُنْت بِدْعًا مِنْ الرُّسُل} قَالَ: مَا كُنْت أَوَّلهمْ. ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ) يقول: لست بأوّل الرسل. لا يوجد علامات مرجعية. حَدَّثَنَا بِشْر, قَالَ: ثَنَا يَزِيد, قَالَ: ثَنَا سَعِيد, عَنْ قَتَادَة, قَوْله: { قُلْ مَا كُنْت بِدْعًا مِنْ الرُّسُل} يَقُول: أَيْ إِنَّ الرُّسُل قَدْ كَانَتْ قَبْلِي. ثم أنـزل الله عزّ وجلّ: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا يقول: أشهد لك على نفسه أنه سيظهر دينك على الأديان, ثم قال له في أمته: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ فأخبره الله ما يصنع به, وما يصنع بأمته. والبيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة 222 - 1) استشهد به على أن البديع بمعنى البدع ، وذلك عند تفسير قوله تعالى: " قل ما كنت بدعا من الرسل ". كتب التخريج والزوائد. سلة المشتروات فارغة. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 24161 - حَدَّثَنِي عَلِيّ, قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِح, قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَة, عَنْ عَلِيّ, عَنْ اِبْن عَبَّاس, قَوْله: { مَا كُنْت بِدْعًا مِنْ الرُّسُل} يَقُول: لَسْت بِأَوَّلِ الرُّسُل. قل ما كنت بدعا من الرسل وظنوا. وإنما قلنا ذلك أولاها بالصواب لأن الخطاب من مبتدأ هذه السورة إلى هذه الآية, والخبر خرج من الله عزّ وجلّ خطابا للمشركين وخبرا عنهم, وتوبيخا لهم, واحتجاجا من الله تعالى ذكره لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عليهم. حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى, قَالَ: ثَنَا اِبْن ثَوْر, عَنْ مَعْمَر, عَنْ قَتَادَة, فِي قَوْله: { وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَل بِي وَلَا بِكُمْ} قَالَ: قَدْ بَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ مِنْ ذَنْبه مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ.

معنى قوله تعالى قل ما كنت بدعاً من الرسل

وَأَوْلَى الْأَقْوَال فِي ذَلِكَ بِالصِّحَّةِ وَأَشْبَههَا بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ التَّنْزِيل, الْقَوْل الَّذِي قَالَهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ, الَّذِي رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو بَكْر الْهُذَلِيّ. قم بإضافة الكتب التي ترغب بشراؤها إلي سلة المشتروات. قل ما كنت بدعا من الرسل تفسير الميزان. وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا أُمِرَ أَنْ يَقُول هَذَا فِي أَمْر كَانَ يَنْتَظِرهُ مِنْ قِبَل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْر الثَّوَاب وَالْعِقَاب. 24166 - حَدَّثَنَا بِشْر, قَالَ: ثَنَا يَزِيد, قَالَ: ثَنَا سَعِيد, عَنْ قَتَادَة { وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَل بِي وَلَا بِكُمْ} ثُمَّ دَرَى أَوْ عَلِمَ مِنْ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد ذَلِكَ مَا يُفْعَل بِهِ, يَقُول { إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِر لَك اللَّه مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبك وَمَا تَأَخَّرَ} 48 1: 2. يَقُول: وَمَا أَنَا لَكُمْ إِلَّا نَذِير, أُنْذِركُمْ عِقَاب اللَّه عَلَى كُفْركُمْ بِهِ مُبِين: يَقُول: قَدْ أَبَانَ لَكُمْ إِنْذَاره, وَأَظْهَرَ لَكُمْ دُعَاءَهُ إِلَى مَا فِيهِ نَصِيحَتكُمْ, يَقُول: فَكَذَلِكَ أَنَا.

وما أرسلنا من قبلك من رسول

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { قُلْ مَا كُنْت بِدْعًا مِنْ الرُّسُل} يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ يَا مُحَمَّد لِمُشْرِكِي قَوْمك مِنْ قُرَيْش { مَا كُنْت بِدْعًا مِنْ الرُّسُل} يَعْنِي: مَا كُنْت أَوَّل رُسُل اللَّه الَّتِي أَرْسَلَهَا إِلَى خَلْقه, قَدْ كَانَ مِنْ قَبْلِي لَهُ رُسُل كَثِيرَة أُرْسِلَتْ إِلَى أُمَم قَبْلكُمْ; يُقَال مِنْهُ: هُوَ بِدْع فِي هَذَا الْأَمْر, وَبَدِيع فِيهِ, إِذَا كَانَ فِيهِ أَوَّل. حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد, قَالَ: ثَنِي أَبِي, قَالَ: ثَنِي عَمِّي, قَالَ: ثَنِي أَبِي, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ اِبْن عَبَّاس, قَوْله: { مَا كُنْت بِدْعًا مِنْ الرُّسُل} قَالَ: يَقُول: مَا كُنْت أَوَّل رَسُول أُرْسِلَ. فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ, فَمَعْلُوم أَنَّ هَذِهِ الْآيَة أَيْضًا سَبِيلهَا سَبِيل مَا قَبْلهَا وَمَا بَعْدهَا فِي أَنَّهَا اِحْتِجَاج عَلَيْهِمْ, وَتَوْبِيخ لَهُمْ, أَوْ خَبَر عَنْهُمْ. وَقَوْله: { وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَل بِي وَلَا بِكُمْ} اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيله, فَقَالَ بَعْضهمْ: عُنِيَ بِهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِيلَ لَهُ: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ بِك مَا أَدْرِي مَا يُفْعَل بِي وَلَا بِكُمْ يَوْم الْقِيَامَة, وَإِلَامَ نَصِير هُنَالِكَ, قَالُوا ثُمَّ بَيَّنَ اللَّه لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِهِ حَالهمْ فِي الْآخِرَة, فَقِيلَ لَهُ { إِنَّا فَتَحْنَا لَك فَتْحًا مُبِينًا. يعني بأوّل, يقال: هو بدع من قوم أبداع. سورة الأحقاف تفسير الطبري الآية 9. ومن البديع قول الأحوص: فَخَــرَتْ فـانْتَمَتْ فقُلْـتُ انْظُـرِيني. ليسَ جَـــهْلٌ أتَيتُـــه بِبَـــدِيع (2). 24163 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد, قَالَ: ثَنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن مُعَاوِيَة, عَنْ أَبِي هُبَيْرَة, قَالَ: سَأَلْت قَتَادَة { قُلْ مَا كُنْت بِدْعًا مِنْ الرُّسُل} قَالَ: أَيْ قَدْ كَانَتْ قَبْلِي رُسُل. قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًۭا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌۭ مُّبِينٌۭ ﴿٩﴾. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

قل ما كنت بدعا من الرسل وظنوا

وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ أَمْر مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ نَبِيّه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنْ يَقُولهُ لِلْمُشْرِكِينَ مِنْ قَوْمه وَيُعْلِم أَنَّهُ لَا يَدْرِي إِلَامَ يَصِير أَمْره وَأَمْرهمْ فِي الدُّنْيَا, أَيَصِيرُ أَمْره مَعَهُمْ أَنْ يَقْتُلُوهُ أَوْ يُخْرِجُوهُ مِنْ بَيْنهمْ, أَوْ يُؤْمِنُوا بِهِ فَيَتَّبِعُوهُ, وَأَمْرهمْ إِلَى الْهَلَاك, كَمَا أُهْلِكَتْ الْأُمَم الْمُكَذِّبَة رُسُلهَا مِنْ قَبْلهمْ أَوْ إِلَى التَّصْدِيق لَهُ فِيمَا جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه. حمل الآن التطبيق وتمتع بالمزامنة بين الأجهزة، تنزيل الكتب، إضافة التعليقات، إنشاء مجموعاتك الخاصة، وأكثر من ذلك بكثير…. ومن البدع قول عديّ بن زيد. وَقَوْله: { إِنْ أَتَّبِع إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: قُلْ لَهُمْ مَا أَتَّبِع فِيمَا آمُركُمْ بِهِ, وَفِيمَا أَفْعَلهُ مِنْ فِعْل إِلَّا وَحْي اللَّه الَّذِي يُوحِيه إِلَيَّ. فَـلا أنـا بِـدْعٌ مِـنْ حَوَادِث تَعْتَرِي. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. وأولى الأقوال في ذلك بالصحة وأشبهها بما دلّ عليه التنـزيل, القول الذي قاله الحسن البصري, الذي رواه عنه أَبو بكر الهُذَليّ.

قل ما كنت بدعا من الرسل اعراب

رِجَـلا عَـرَتْ مِـنْ بَعْدِ بُؤْسَى وَأَسعد (1). 2) يقول الأحوص: فخرت علي وانتسبت إلى آبائها. وقوله ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ) يقول تعالى ذكره: قل لهم ما أتبع فيما آمركم به, وفيما أفعله من فعل إلا وحي الله الذي يوحيه إليّ، ( وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ) يقول: وما أنا لكم إلا نذير, أنذركم عقاب الله على كفركم به مبين: يقول: قد أبان لكم إنذاره, وأظهر لكم دعاءه إلى ما فيه نصيحتكم, يقول: فكذلك أنا. تفسير الميزان - العلامة الطباطبائي (شيعي). وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما أدري ما يفترض عليّ وعليكم, أو ينـزل من حكم, وليس يعني ما أدري ما يفعل بي ولا بكم غدا في المعاد من ثواب الله من أطاعه, وعقابه من كذّبه. حدثنا عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ) فأنـزل الله بعد هذا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. الهوامش: (1) البيت لعدي بن زيد ( شعراء النصرانية 465) وروايته فيه: فلسـت بمـن يخشـى حوادث تعتري. وقال آخرون: إنما أمر أن يقول هذا في أمر كان ينتظره من قِبَل الله عزّ وجلّ في غير الثواب والعقاب. وَمِنْ الْبِدَع قَوْل عَدِيّ بْن زَيْد. وقال آخرون: بل ذلك أمر من الله جلّ ثناؤه نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقوله للمشركين من قومه ويعلم أنه لا يدري إلام يصير أمره وأمرهم في الدنيا, أيصير أمره معهم أن يقتلوه أو يخرجوه من بينهم, أو يؤمنوا به فيتبعوه, وأمرهم إلى الهلاك, كما أهلكت الأمم المكذّبة رسلها من قبلهم أو إلى التصديق له فيما جاءهم به من عند الله.

رجـالا فبـادوا بعـد بـؤس وأسـعد.