والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم

Monday, 20-May-24 06:45:17 UTC

قوله تعالى: {الذين هم في خوض يلعبون} الخوض هو الدخول في باطل القول قال الراغب: الخوض هو الشروع في الماء والمرور فيه، ويستعار في الأمور وأكثر ما ورد في القرآن ورد فيما يذم الشروع فيه انتهى، وتنوين التنكير في {خوض} يدل على صفة محذوفة أي في خوض عجيب. حدثني علي قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن ابن عباس قوله: ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) يقول: ما نقصناهم. فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ. فتحصّل أن قوله: {والذين آمنوا} الخ، استئناف يمتن تعالى فيه على الذين آمنوا بأنه سيلحق بهم أولادهم الذين اتبعوهم بنوع من الإيمان وإن كان قاصراً عن درجة إيمانهم لتقرّ به أعينهم، ولا ينقص مع ذلك من ثواب عمل الآباء بالإلحاق شيء بل يؤتيهم مثل ما آتاهم أو بنحو لا تزاحم فيه على ما هو أعلم به. قوله تعالى: {اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون}، الصلي بالفتح فالسكون مقاساة حرارة النار فمعنى اصلوها قاسوا حرارة نار جهنم. وقوله: ( كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) يقول: كلّ نفس بما كسبت وعملت من خير وشرّ مرتهنة لا يؤاخذ أحد منهم بذنب غيره, وإنما يعاقب بذنب نفسه. وقال آخرون نحو هذا القول, غير أنهم جعلوا الهاء والميم في قوله: ( أَلْحَقْنَا بِهِمْ) من ذكر الذرّية, والهاء والميم في قوله: ذرّيتهم الثانية من ذكر الذين. وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ. ومنّه تعالى على أهل الجنة إسعاده إياهم لدخولها بالرحمة وتمامه بوقايتهم عذاب السموم. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون. يحتوي الموقع على 91 تفسير للقرآن الكريم و 25 كتاب في علوم القرآن.

1. يخادعون الله والذين آمنوا
2. والذين امنوا اشد حبا لله
3. والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان
4. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون

يخادعون الله والذين آمنوا

وقوله: {إنما تجزون ما كنتم تعملون} في مقام التعليل لما ذكر من ملازمة العذاب ومساواة الصبر والجزع. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتاده, قوله: (والَّذين آمَنُوا وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ) كذلك قالها يزيد (ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) قال: عملوا بطاعة الله فألحقهم الله بآبائهم. يمتنّ على الذين آمنوا أنه سيلحق بهم ذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان فتقرّ بذلك أعينهم، وهذا هو القرينة على أن التنوين في {إيمان} للتنكير دون التعظيم. بما كسبه من خير أو شر حتى يوفيه جزاء ما عمله من ثواب أو عقاب فلو نقص شيئاً من عمله ولم يوفه ذلك لم يكن رهين ما كسب بل رهين بعض ما عمل وامتلك بعضه الآخر غيره كذريته الملحقين به. And those who believe and whose offspring follow them in Faith, to them shall We join their offspring, and We shall not decrease the reward of their deeds in anything. وتفيد هذه الآية مع الآيتين قبلها أن هؤلاء كانوا في الدنيا يدعون الله بتوحيده للعبادة والتسليم لأمره وكانوا مشفقين في أهلهم يقرّبونهم من الحق ويجنّبونهم الباطل فكان ذلك سبباً لمنّ الله عليهم بالجنة ووقايتهم من عذاب السموم، وإنما كان ذلك سبباً لذلك لأنه تعالى برّ رحيم فيحسن لمن دعاه ويرحمه. وقوله: {كل امرئ بما كسب رهين} تعليل لقوله: {وما ألتناهم من عملهم من شيء} على ما يفيده السياق، والرهن والرهين والمرهون ما يوضع وثيقة للدين على ما ذكره الراغب قال: ولما كان الرهن يتصوَّر منه حبسه استعير ذلك لحبس أي شيء كان. وفيه أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وذريته وولده فيقال: إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك فيقول: يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به وقرأ ابن عباس: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان} الآية. If a person takes a loan from somebody, and the creditor keeps some article belonging to the debtor as a pledge with himself as a guarantee for the payment of his right, the debtor cannot redeem his pledge unless he pays off the debts; and if he does not redeem his pledge within the fixed time limit, the pledged article stands forfeited. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) يقول: وما ظلمناهم من عملهم من شيء. ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئون. وفي تفسير القمي قوله: {لا لغو فيها ولا تأثيم} قال: ليس في الجنة غناء ولا فحش، ويشرب المؤمن ولا يأثم {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: في الجنة. والإمداد الإتيان بالشيء وقتاً بعد وقت ويستعمل في الخير كما أن المد يستعمل في الشر قال تعالى: { ونمد له من العذاب مداً}.

والذين امنوا اشد حبا لله

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) فقرأ ذلك عامه قرّاء المدينة ( وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ) على التوحيد بإيمان (أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) على الجمع, وقرأته قراء الكوفة ( وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) كلتيهما بإفراد. For the sake of further satisfaction it has been stated: "In order to be joined with their offspring the parents will not be lowered and reduced in rank, but in order to be joined with their elders the rank of the children will be enhanced and exalted". حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: (والَّذين آمَنُوا وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ) يقول: الذين أدرك ذريتهم الإيمان, فعملوا بطاعتي, ألحقتهم بإيمانهم إلى الجنة, وأولادهم الصغار نلحقهم بهم.

والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان

والسموم - على ما ذكره الطبرسي - الحر الذي يدخل في مسامّ البدن يتألم به ومنه ريح السموم. قوله تعالى: {فويل يومئذ للمكذبين} تفريع على ما دلت عليه الآيات السابقة من تحقق وقوع العذاب يوم القيامة أي إذا كان الأمر كما ذكر ولم يكن محيص عن وقوع العذاب فويل لمن يقع عليه وهم المكذبون لا محالة فالجملة تدل على كون المعذبين هم المكذبين بالاستلزام وعلى تعلق الويل بهم بالمطابقة. كل إنسان مرهون بعمله, لا يحمل ذنب غيره من الناس. هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ. That is why Allah will not lower their ranks to join them with their children but will exalt the children's ranks to be joined with them, so that the perfection of Allah's blessings on them is not marred by the distress that they may suffer on account of the remoteness of their children far away. فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ. حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن عمرو بن مرّة الجملي, عن سعيد بن جُبير, عن ابن عباس, قال: إن الله تبارك وتعالى ليرفع ذريَّة المؤمن معه في درجته, ثم ذكر نحوه, غير أنه قرأ (وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ).

والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون

المدثر: 38-39]، فالمراد كونها رهينة العذاب يوم القيامة كما يشهد به سياق ما بعده من قوله: { في جنات يتساءلون عن المجرمين}. وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ. تذكر الآيات من يقع عليهم هذا العذاب الذي لا ريب في تحققه ووقوعه، وتصف حالهم إذ ذاك، وهذا هو الغرض الأصيل في السورة كما تقدمت الإشارة إليه وأما ما وقع في الآيات من وصف حال المتقين يومئذ فهو من باب التطفل لتأكيد الإنذار المقصود. الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ). وقوله: {سواء عليكم} خبر مبتدأ محذوف أي هما سواء وإفراد {سواء} لكونه مصدراً في الأصل. أو التقدير إذا كان العذاب واقعاً لا محالة ولا محالة لا يقع إلا على المكذبين لأنهم الكافرون بالله المكذبون ليوم القيامة فويل يومئذ لهم، فالدال على تعلق العذاب بالمكذبين هو قوله: {عذاب ربك} لأن عذاب الله إنما يقع على من دعاه فلم يجبه وكذب دعوته. وفي التوحيد بإسناده عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله. Another thing that can be deduced from this verse is that the less righteous children's being joined with their more righteous forefathers is not in reality the result of the lifework of the children but of their forefathers'. وقوله: {فاصبروا أو لا تصبروا} تفريـــع علــى الأمــر بالمقاســاة، والترديد بين الأمر والنهي كناية عن مساواة الفعل والترك، ولذا أتبعه بقوله: {سواء عليكم} أي هذه المقاساة لازمة لكم لا تفارقكم سواء صبرتم أو لم تصبروا فلا الصبر يرفع عنكم العذاب أو يخففه ولا الجزع وترك الصبر ينفع لكم شيئاً. وقرأ بعض قرّاء البصرة وهو أبو عمرو (وأتْبَعْناهُم ذُرّيَّاتِهِمْ بإيمانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذرّيَّاتِهِمْ). ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم}. وأنت خبير بأن مجرد ما ذكره لا يوجه اتصال الجملة أعنى قوله: {كل امرئ بما كسب رهين} بما قبلها. مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ.

3) في المطبوعة: عن سماعة بن عمر بن مرة. إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ. وقال آخرون: إنما عنى بقوله: " أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ": أعطيناهم من الثواب ما أعطينا الآباء. يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا. ولــم يلتنــي عـن سـراها ليـت.