هل التاريخ يعيد نفسه

Friday, 10-May-24 15:07:55 UTC
أدى هذا إلى بطء شديد في انتشار الأخبار والمعلومات فقد كان يحتاج نقل خبر ما إلى من يأخذه ويوصله بنفسه إلى من يريد معرفته مستخدماً ما يستطيع من دواب أو سفن بدائية فيصل بعد وقوع الحدث بأسابيع وربما شهور (هذا إن وصل أصلا). هذا الفارق الكبير بين التاريخ والواقع في كل مجالات الحياة الإنسانية تقريباً هو ما يجب علينا تأمله والاستفادة منه في تجديد وسائلنا وطرق عملنا. لبغدادَ لم ترحْلْ فقلتُ: جوابيا. أما اليوم فالواحد منا يمكنه أن يقطع نصف قطر الأرض ذهاباً وإياباً في ساعات معدودات. تعودنا دائماً أن نلاحظ التشابه بين التاريخ والواقع ونكرر دائماً مقولة "التاريخ يعيد نفسه". أما بالنسبة للحرب والعسكر ففي الماضي كان الفارق بين الأمم والشعوب في القدرات العسكرية يكاد يكون معدوماً. فقد كانت كل الجيوش تمتلك نفس أنواع الأسلحة والمعدات التي لم يكن بينها فارق كبير في التكنولوجيا أو التقنية. قال الشاعر: بغدادُ دارٌ لأهلِ المالِ طيّبّةٌ. وترمى النوى بالمُقْتِرين المراميا. والخلاصة: انّ الملايين من سكّان بغداد يعيشون تحت خط الفقر، وناهبو الثروة الوطنية بشتى الطرق والوسائل الشيطانية يعيشون حالة الترف الباذخ هم وأولادهم وعوائلهم وأتباعهم، في عملية إثارة مرهقة لمشاعر وأحاسيس المستضعفين من المواطنين. هناك كلمات متداولة بين الناس ، منها قولهم ( التاريخ يعيد نفسه).

لا تنسى متابعة صفحتنا على تويتر. يُقيمُ الرجالُ الموسرون بأرضها. وفي كتب الأدب أشعار تتغنى ببغداد ، وجمالها ، وطيب هوائها ، ورقة طباع أهلها ، إلاّ أنها لا تحقق العيش الرغيد إلاّ لأهل المال. عرض الترجمات التي تم إنشاؤها خوارزميًا. وعندما فتح صلاح الدين القدس تطلب الأمر عدة شهور ليصل الخبر إلى أوروبا ثم عدة شهور أخرى في التجهيز ثم شهوراً أخرى في الطريق الذي يهلك فيه ثلث جيشهم. وأما الذين لم يُكملوا دراستهم الجامعية فرواتبهم الشهرية قد لا تسد ما يدفعونه لأصحاب المولدات الكهربائية حيث ينقطع التيار الكهربائي عنهم معظم الساعات …!! وافتقرت أيضا إلى التدريب والانضباط المستمر، فقد كان الملك أو الأمير يحشد ما يستطيع حشده من الأمراء والنبلاء الذين ينضمون إلى جيشه بما لديهم من فرسان وجنود. وما يُدفع من راتب شهريٍّ لخريج الجامعة قد لا يسد بدل ايجار المنزل الذي يسكنه. التاريخ يعيد نفسه: في المرة الاولى تراجيديا وفي الثانية مهزلة. أصبحتُ فيها مُضاعاً بَيْنَ أَظْهُرِهم. أما في البحر، فقد كان الناس محكومون بطاقة الرياح واتجاهها واتجاه مجرى الأنهار وسرعتها.

History repeats itself هي ترجمة "التاريخُ يُعيدُ نَفْسَهُ" إلى الإنجليزية. وأما المقترون – وهم المضيّق عليهم في الرزق – فانهم يضطرون الى مغادرتها بحثاً عن الرزق. هذه العقلية وأمثالها هي أحد أهم مخاطر تعلم التاريخ دون فهم الواقع، فقد أغفل هؤلاء الفارق الكبير بين ما حُكي لهم من أخبار نور الدين وصلاح الدين وبين واقعهم الذي يختلف كلية عن هذا التاريخ البعيد. ان المواطنين العراقيين متلهفون الى مَنْ يرفع عنهم الحيف، ويقدّم لهم الخدمات الضرورية، كما أنهم ينتظرون أنْ يروا بأعينهم كبار اللصوص وحيتان الفساد يقفون أمام المحاكم الجنائية العراقية لينالوا جزاءهم العادل، بعد ان خانوا الشعب والوطن ، واكتنزوا المال العام بعمليات القرصنة والغش والتحايل وعملوا ليل نهار من أجل مصالحهم الشخصية والفئوية على حساب المواطنين العراقيين جميعاً. بكلا الحالتين, لا يمكن أن نجعل التاريخ يعيد نفسه. كأنني مِصْحَفٌ في ببتِ زنديقِ. والحمد لله رب العالمين. وللمفاليسِ دارُ الضَنْكِ والضِيقِ. فكما أنّ المصحف الشريف يبخس حقه في منزل الزنادقة، فانّ قلةَ ذاتِ اليد تجعل الفقراء الضعفاء يعانون فيها ألوان العناء. وطفق المعلقون والمشاهدون يرسمون التشابهات بين هذا التاريخ البعيد وبين واقعنا المعاصر. أما بعد اكتشاف مصادر جديدة للطاقة مثل الوقود الحفري من الفحم والبترول والطاقة النووية، فقد باتت للإنسان قدرات جبارة لم تكن متاحة له من قبل. أما فى مجال الاتصالات، فقد كانت تعتمد على نفس القدرات المحدودة للبشر في التنقل ولم يكن هناك وسائل اتصال سريعة مثل التليجراف والراديو والإنترنت. أما الفقراء والضعفاء فهم يعانون فيها الصعوبات والمشاق الكبيرة.

وأعذب ألفاظاً وأحلى مَعانِيا. فالموسرون ينعمون بحياة هانئة فيها ،. انظروا المزيد من المقتطفات الملهمة من Lubna Albadawi Like 1547 التعليقات Like 1547 التعليقات Post شارك مقتطف ملهم التاريخ لا يعيد نفسه، نحن نكرر التاريخ عندما نفشل بالتعلم من الماضي.. View the discussion thread. فقديماً كان معظم الناس يدفنون على بعد أمتار قليلة من المكان الذي يولدون فيه، ودون أن تبتعد حياتهم كثيراً عن هذين الموضعين. والأقبال على الوظائف الحكومية شديد بلحاظ صعوبة العمل في القطاع الخاص الذي يئن تحت وطأه الكساد ….

compagnialagiostra.com, 2024