معنى غير المغضوب عليهم

Monday, 20-May-24 20:18:11 UTC

الاسم يعني المظهر؛ جيد، إن لذات الباري المقدس مظاهر متعددة للتجلي، فهو يتجلى أحيانًا باسم الرحمانية –والتعبير هنا بالطبع من ضيق الخناق- ويطلق"الرحمان" بهذا الاعتبار على الذات المقدسة للخالق؛ وكذلك تتجلى الذات المقدسة للخالق بتجلي آخر وهو "الرازقية" وبهذا الاعتبار فالذات المقدسة للرب هو الرزاق "هو الرزاق ذو القوة المتين". وليس مقدمة أذكار أخرى ليتصور الإنسان أنه مقدمة لذكرٍ غيره - أي بالاستعانة باسمك أبدأ بهذا العمل- لا، فهو نفسه ذكر مستقل! جاء الفعل المضارع منصوبًا في جملة. ففي بعض وصايا الأذكار يوصون بــ "بسم الله الرحمن الرحيم" كذكر.. إذا فـ "بسم الله الرحمن الرحيم" هو شرح وعرض لمعرفة، بيان لمعرفة من المعارف الإلهية العظيمة، ثم "الحمد لله رب العالمين"، "الرحمن الرحيم" و"مالك يوم الدين"، كلها من هذا القبيل. وبرأيي هي ليست باء السببية وذلك الشيء الذي ذكروه لها.

ما معنى حكم غير قطعي

وعليه؛ فلدينا من بين موارد "الذين أنعمت عليهم" مورد غضب أيضًا. وكذلك لدينا منهم موارد ضلال. وإذا لم يكن هناك نقطة استثنائية مهمة فلا يحصل كل هذا التكرار فيها. أن نقول "اهدنا الصراط المستقيم" مع التأكيد والتشديد. ما معنى حكم غير قطعي. لذلك ورد في الروايات أن كل "بسم الله" قد جمعت في بائها، لأنه لولا الباء لن يكون لذلك التعلق والالتصاق والارتباط معنىً. وليس هذا التكرار دون غرض وجيه. والإسم يعني هو ذلك الظهور والتجلي الخاص الذي هو للذات المقدسة للإله بحيث يبيّن هذا التجلي بتعبير كلمة "الله" أو كلمة "الرحمن" أو "الرحيم".

ينبغي أن لا يكون الذي أنعم الله عليه موردًا للغضب الإلهي ولا من الضالين ايضا. انظروا إلى بداية السورة "بسم الله الرحمن الرحيم" فهي معرفة من المعارف. جاء الفعل المضارع منصوباً في جملة. افرضوا أنكم بعد سعي وجهد حثيث قد وجدتم من بين العديد من العناوين والخطوط خطًا مستقيمًا نحو الهدف الذي هو بالنسبة إليكم في غاية الأهمية، وتصوروا احتمال الوقوع في الضياع والضلالة عند كل خطوة عند السعي وحين العمل. وفي مكان آخر يقول: "يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين"]البقرة: 122. "بسم الله الرحمن الرحيم" هو نفسه ذكر.

جاء الفعل المضارع منصوبًا في جملة

ينبغي علينا أن نبحث عن هذه الامور: أنه ما هو الشيء الأكثر أهمية في حياتنا فنجده ونفكر به ونتعرف عليه ونسعى إليه. بداية طلبنا وحاجتنا من إله العالم في أول القرآن - في سورة الحمد- من كلمة "إياك نعبد وإياك نستعين"، وفيها معارف عظيمة جدًا. إن مسألة "اهدنا الصراط المستقيم" التي نكررها في الصلاة خاصة مع الالتفات إلى التأكيد الموجود في السورة على هذا الموضوع أمر مهم جدًا. على سبيل المثال، لنفترض بعض الوقائع التي حصلت مع النبي موسى عليه السلام مثل خرق القانون في قضية يوم السبت أو لجاجة أصحابه أو كثرة إراقتهم لدماء الأنبياء "وقتلهم الأنبياء بغير حق"(النساء:155)! الاستقامة تعني وتد القدم ورسوخها في الاستمرار والسير في الطريق المستقيم. في آية: "صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم" فهؤلاء "الذين أنعمت عليهم" الذين ليسوا موردًا للغضب؛ وتعبير "غير المغضوب عليهم" صفة أولى لـ "الذين أنعمت عليهم"؛ وهي صفة فئة من الناس الذين أنعمت عليهم –وانا أطلب منك أن تجعلني على طريقهم- هي "غير المغضوب عليهم". ما الذي حدث حتى أصبحوا كذلك؟ هذا هو عدم الاستقامة؛ عدم المراقبة وعدم الدقة! على سبيل المثال مسألة "الشيطان" كعدو دائم.. ومسائل من قبيل: الكفار، الأعداء، والأعمال التي قاموا بها ومواجهتهم للأنبياء؛ هي مسائل تكررت كثيرًا. عندما تقولون "بسم الله"، فهذه الباء هي باء الاستعانة. حسن، لقد أنعم الله على الكثير من الناس. بالطبع، قصة "بسم الله" قصة مهمة لأن الاسم هنا ليس بمعنى ذلك الشيء الذي نفهمه من معنى الاسم. لا يكفي أن يكون الله قد أنعم على شخص.

حسن؛ من هم الذين غضب الله عليهم؟ جاء في الروايات أنهم بنو إسرائيل؛ فهم الذين وقعوا مورد "أنعمت عليهم" وكذلك "المغضوب عليهم" ولا يريد الله سبحانه منا أن نسلك سبيلهم. أنه نتيجة تلك المواقف التي تحرف طريق الإنسان دون أن يشعر وتضله ويرتكب المحذور. مثلما أن بني إسرائيل قد وقعوا موردًا للغضب؛ "غضب الله عليهم" التي وردت في القرآن. ووجه ذلك وسببه، هو أن حفظ الصراط المستقيم في حياة البشر في الأساس مسألة مهمة واقعًا. تبدو سهلة ويمكن فهمها بالنظرة الأولى، ولكن عند التأمل ودقة النظر نرى عمق معناها؛ كما أن تحديدها وتشخيصها إلى حد ما صعب؛ وكذلك إن رعايتها في العمل أمر هام جدا. "ولا الضالين" ولا من الذين ضلوا. فالله تعالى أنعم على بني إسرائيل وهذا التعبير "يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي" ورد مرتان في سورة البقرة؛ وهناك غيره أيضًا، حيث جاء في شخص "إذ يقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله" هو زيد بن الحارث. وهذه خسارة ما بعدها خسارة!

هذه هي باء "بسم الله"! عندما يريدون طرحه والبحث فيه فهو "الله" الاسم، ومشهور بين العلماء بأن الاسماء المقدسة للخالق هي اسم الإسم. الاستقامة والبصيرة، مقتطف من كلمات سماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي (دام ظله) حول البصيرة والاستقامة. الــ"باء" هي بمعنى الالتصاق والتعلق بذات الرب المقدس - ولعل كلمة استعانة ليست صحيحة أيضًا- فكل عالم الوجود متعلق به ومرتبط وقائم به، ومستند إلى ذاته المقدسة حيث "لو امتنع عن القيام بالعالم لزال وفسد".

compagnialagiostra.com, 2024