روايات رشا الخيالية , باقةمن اجمل رويات رشا الخيالية

Tuesday, 25-Jun-24 19:18:24 UTC
سبقه قاسي/98% وانا 90%. تدخل قاسي واخذ منه بعض حقائبه ولحق به... بقلب شغوف و يكبت مشاعره قسرياً.. نظرت اليه من النافذه وهو يخرج بصحبة أخيها قاسي.. بعدما منعتها والدتها من وداعه.. تم شهر ونص وهي تقابله سراً بعدما ينام الجميع.. لم تتقبل فكرة ان تحتجب عنه، وان ارغموها ستقابله سراً، كيف يمنعونها الآن بعد كل ذلك التعلّق؟! وقف وليد مستغرباً ما يأمره به/انت من جدك تبيني انظف؟!!
هذا مالم تحسب حسابه.. لحظات ليسمعون صوت عزام ينادي/يا ولد.. يا طلال.. قولهم يفسحون لي مجال ادخل الاغراض اللي معي. اشار قاسي بيده بدون ان يلتفت/واحد_صفر لتشيلسي. لا تأمر علي تراني اكبر منك. لحظات ليدخل طلال محملاً باكياس كثيره من السوبر ماركت ومن مؤنة المنزل.. ثم خرج وجلب العشاء الذي احضر عزام.. استوقفته ام قاسي وهي تأمره/تعااال يا طلال. ابتسم ببراءه/أذن في الطريق وخالتي ام صالح وصالح خلوني افطر عندهم. ابتسم لهما/من فرحتي بكم.. ماصدقت انكم كبرتوا وصرتوا اطول مني.
جالسه في منتصف الأريكه في الصاله وتنظر للفراغ، امتلأ المنزل بعد وفاة والدها هاهي ساره بأطفالها وهذه أمها تعود وتقرر البقاء هنا وهاهو عزام لا يفارقهم وبالأخص وان قاسي ملتحق بكلية الملك خالد العسكريه..! وقف وهو يتأمل تصرفاتها كيف تحب العبث كالاطفال، حاول استفزازها فهو يعشق ردود فعلها الطفوليه/مدى انتي ماتشوفين طولك يالخبله.. طالعه فوق المرجوحه كأنك قرد يالقرده. شعر بوجعه، لكن ماذا بيده/وش صار طيب؟ ليه تأخرت لهالوقت. استغربت/عمرك تسع سنين وبتصوم..!.. قرر الذهاب للمتجر الذي يقع اسفل العماره واخذ ما يلزمه في عملية التنظيف.. عاد ووجد وليد أمامه متكأً/زيين اللي جيت يلا قووم. خرج وليد من الحمام وهو يجفف وجهه/خير ياخي وش صاير و وشفيها ملابسك رايحه فيها. ام قاسي/نام فالمجلس.. يلا قاسي ابوي خلص لبسك ألبس ثوبك اللي طلعته لك.. استغرب ما قالته عاد قاسي لغرفته وبدأ يلبس.. لن يدع هذه لعزام كيف ينام في مكان بدونه؟!! اخذ مكنسته بيد وادوات التنظيف بيده الآخرى واتجه هو للمطبخ.

لم يقصد شيئاً وهو يوبخ "مدى". و ربما اشتهرت فلفت الانتباة اليها و كسبت شهره كبار بين الشباب و لها اكثر من راوية. ردت بغيض/وانتي شعليك فيها ، احمدي ربك افتكيتي منها. لالمحت اسمك على راس الخطابي. الحياه نفسها ليست على وتيره واحده.. نبكي احياناً ونضحك احياناً أخرى.... مشاعرنا التي نكبتها و التي لم نبوح بها.. نحتاج من يسمعها نحتاج من يشاركنا ما نعيشه، فالوحده هاجس مخيف ،فقد يعيش قلبك في عزله وان كنت بين ملايين البشر! اتجه للمجلس بسرعه وهو خائف من اصوات القطط التي تملأ الحاره.. وجد الباب مغلقاً ليحاول ان يفتحه.. ولكن دون جدوى،. ابتسم وليد انصاع لأوامره فهو صاحب الطفوله وابن الحاره و من ثم ناصر صاحب الشقه الذي استأجرها أولاً.. واجبره عزام على التنظيف/من وين تبيني ابدأ؟. عاد الى غرفته وهو يشعر سعادته تنتقص.. غريب هذا الشعور كم هو معدي.. لقد تلقى أولى صدماته هنا من حالة ناصر ابن حارتهم.. هل لشيء بسيط كأوراق ثبوتيه ان يسبب المعاناه لشخص وتجعل من حياته بائسه؟!..

ربت على كتفيه و بابتسامته/كفوو يا قاسي.. ارفع راسي.. وتكفى طلبتك تقلل من المقانيص والشله هذيك.. خلك بدراستك.. وبالاجازات تعال عندي بالرياض.. فااهم؟. بدأ بالاكل معها، هي محقه، فهو لا يأخذ كفايته من الاكل تحت نظرات زوجة خاله.. تناسى الحزن والبؤس لطالما ساره تقف بجانبه فهو بخير.. ابتسم وهو ينظر لوجه مدى المملوء برائه وغمازتها المميزه.. شعر اليوم انها تفهم ما يدور حولها.. هي ليست مجرد طفله في السابعه من العمر..!.. لم تجيبه ماذا عساها ان تقول؟. استدرجته و اخذت منه القلم لتهرب ويقفز هو بدوره ويلحق بها/مدددى.. وقفي والله ما اخليك.. ألتفتت ام قاسي الى زوجها/ماتظن ان عزام صار رجال والمفروض معاد يدخل اقصى البيت!! مرت الأيام رتيبه وباهته في عينيه.. اين ذلك القلب الحاني الذي كان يطوّقه بحب وبدعوات صادقه؟. بكت وهي تراه يغيب عن ناظريها، سيذهب ليعيش في مدينة أخرى سيستقل بعيداً عنهم.. ترعبها فكرة انه قد ينساها في معمعة هذه الحياه..! تنهد وهو يرى "مدى" تدخل بالقهوه والضيافه/ايييه يا عزام معاد بقى فالعمر كثر ما راح،. دخل مصدوم لسماعه حديث ناصر، لم يعرف ابداً ان ناصر "بدون"، لطالما ظن انه مواطن سعودي مثله، كل مايعرفه ان ناصر واهله في حارتهم منذ ولد علئ هذه الدنيا ، لم يعرف ابداً سوا انهم سعوديون، فعمه كان جندي في الحرس الوطني/انت بدون؟!! ابتسم وهو يجلس ليكون بمستوى طوله/يا مرحبا بولد الغاليه.. يا ولد انت ماتعلمني ليه ناحف وراك ماتاكل، انت من وين جاي؟.

قاسي لم يقفز فقط بل طار.. احتفلا وكأنهما في مدرج الاستاد.. انتبه للتي دخلت في هذه اللحظات بفستانها الازرق الذي يصل لنصف ساقيها وبحمالتين بدون اكمام.. و كعبها الاسود الناعم وذلك الخلخال الرقيق الذي تضعه في قدمها اليسرى،لماذا بدت له انثى ناضجه.. لابد وان حديث خاله عن خطبتها لابن رفيقه جعلها تكبر وتتغير عليه فجأه، لماذا تأنقت الليله كالنساء؟!! ارتعبت وهي تُسقط المنشفه من يديها، وتسقط معها دمعتها/بو قاسي علامك… انا وش سويت. ابتسم بصمت وهو يرى الجميع يتعاطف معه.. لم يعرف بعد معاني المشاعر ولا تصنيفاتها.. كل ما يشعر به هو الوجع و حِدّة الفقد ومرارة الحرمان... عاد الى المنزل هذه المرّه بشكل مفاجئ لم يتصل ليخبر أحداً بوصوله.. دخل ينادي ليجد في استقباله ساره ومدى.. حمل مدى ليجلس وهي في حجره/شلون مدى اليوم. ألتفتت اليه/انت كذاب،اختي ساره قالت انك ماتعشيت معنا زين، و امي تخليك تطلع برا، بس ماعليك انا بجيك كل يوم و اجيب لك جبن وخبز.. وعصير يلا اكل قبل اروح. فتحتها وشفت الفلوس وسكرتها وتأكدت انها لك.. حاول ان يستفسر اكثر/شلون عرفت انها لي وانت تقول مافتحت الاوراق؟! لي عوده للتعليق على البارت إن شاء الله. استضاق لخسارة صديقه فهو يعرف مدى شقائه/ماعليه تتعوض بالاحسن منها يا رجل اهم شي سلامة راسك.

ابتسم وهو يراها تلتفت إليه، باتت هادئه، وكأنها شمعة و هموم الأيام أطفأتها/ليه هربتي من الجلسه؟!.. تنهد/اسمع يا ولدي.. ابيك تبدأ تزين اوراقك و تقدم في الجامعه.. لازم تكمل دراستك. ضحك ابو قاسي/عاد انتي متى شهادتك يا بنت. يقف بجانبه خاله وهو يرى جموع الناس تأتي تعزي في وفاة والدته والكل يمسح على رأسه قبل ان يذهب.. سمع همساتهم وكلماتهم التي تصفه بالضعف(مسكين تيتم صح لا ام ولا اب).. (الله يعينه على هالدنيا) (لاعته الدنيا وهو توه صغير! في معمعة افكاره سمع صوت طرقات الباب ليأذن له بالدخول/تفضل يا عزام.. دخل عزام بابتسامته/السلام عليكم. اين تلك التي لا تنام وهو يشعر بوجع..!

احسن اسباب لفشل اي علاقه حب. تظاهر بالغضب ولم يلتفت اليها كاد ان يدخل المنزل، ولكنها اوقفته وهي تقف امامه بطوله الفارع، وتمد شفتيها بتساؤل/امماا عااد عزامي، صدق زعلت مني؟. ابتلع ريقه بصعوبه، ولكنه تذكر فخامة السياره التي قبل قليل فصدقه/ونععم،الله يزيدك. حاول استنطاقه/بس خالتك أم قاسي.. موافقه اننا نزوج مدى.. لو كان مغير خطبه هالسنه وتتزوج بعدين. وقدامك وليد ماقبلوه.

اخرج من جيبه منديلاً و ثبت فكها وهو يثبتها ليمسح احمر الشفاه من شفتيها/هذا لعاد اشوفه عليك.. امسحي الماكياج مفهووم؟!! الإجابة التي يتم حذفها لا يمكن إرجاعها. لماذا ذلك الحرمان يلاحقه في كل شيء يحبه؟.. لماذا نجاحه في دراسته وعمله لا ينعكسان على حظه وحياته الخاصه.. ؟! ابتسم وهو يجفف حبات العرق بطرف شماغه/لا يا ولدي.. تخبر القولون لاعب في حسبتي.. بس ماعليك.. انا يا ولدي بغيت اقولك شي. صغّر عينيه وهو يستفسر/متى، قبل اذان المغرب والا بعده؟. وقفت مدى وهي تتجه الى عزام وتجلس بجانبه بمشاكسه وتضع يديها على كتفه/مادري حسيت اني حبيتك فجأه.. شرايك تصير صديقي و نسوي قطيه ونسافر الشرقيه. استغربت حديثه عن الخطبه، فضحكت لم يجول بتفكيرها البريء ما يتحدث به/خطبة ايييشش؟!! انتي موجوده ردي علي.. لم ترد ففي حلقها غصه تمنع بكائها.. وحديثها أيضاً.. كرر سؤاله، فهذه السيده تثير اعصابه وتستفزه، ان لم يجد اجابة تسّر قلبه منها الآن لن يعود.. وان مات شوقاً/مدى ردي علي ان كنتي تسمعيني.. ردت ساره/هي هنا وراء الباب و تسمعك يا عزام.. قول اللي عندك.

compagnialagiostra.com, 2024