سورة الرحمن تفسير الطبري الآية 33

Friday, 17-May-24 12:48:10 UTC

فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ. لا تنفذون إلا بسلطان. قوله تعالى: {متكئين على فرش بطائنها من استبرق} الخ، الفرش جمع فراش، والبطائن جمع بطانة وهي داخل الشيء وجوفه مقابل الظهائر جمع ظهارة، والاستبرق الحرير الغليظ قال في المجمع: ذكر البطانة ولم يذكر الظهارة لأن البطانة تدل على أن لها ظهارة والبطانة دون الظهارة فدلَّ على أن الظهارة فوق الإستبرق، انتهى. وفي تفسير القمي في قوله تعالى: {قاصرات الطرف} قال: الحور العين يقصر الطرف عنها من ضوء نورها. في قوله تعالى: {نضاختان} قال: تفوران. الميزان في تفسير القرآن. قوله تعالى: {فيهما عينان تجريان} وقد أُبهمت العينان وفيه دلالة على فخامة أمرهما. وفي الدار المنثور أخرج ابن جرير وابن حاتم وابن مردويه عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} وقوله: {ومن دونهما جنتان} قال: جنتان من ذهب للمقربين وجنتان من ورق لأصحاب اليمين. ولا يشفعون الا لمن ارتضى. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: * - حَدَّثَنِي عَلِيّ, قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح, قَالَ: ثني مُعَاوِيَة, عَنْ عَلِيّ, عَنْ ابْن عَبَّاس, قَوْله: { لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} يَقُول: لَا تَخْرُجُونَ مِنْ سُلْطَانِي, وَأَمَّا الْأَقْطَار فَهِيَ جَمْع قُطْر, وَهِيَ الْأَطْرَاف. ثم قال تعالى: "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان" أي لا تستطيعون هرباً من أمر الله وقدره بل هو محيط بكم, لا تقدرون على التخلص من حكمه ولا النفوذ عن حكمه فيكم, أينما ذهبتم أحيط بكم, وهذا في مقام الحشر, الملائكة محدقة بالخلائق سبع صفوف من كل جانب فلا يقدر أحد على الذهاب "إلا بسلطان" أي إلا بأمر الله " يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لا وزر * إلى ربك يومئذ المستقر ".

  1. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
  2. بال الشيطان في أذنه
  3. ولا يشفعون الا لمن ارتضى
  4. ولا يشفعون إلا لمن ارتضى

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

وأما الأقطار فهي جمع قطر وهي الأطراف. وقيل الباء بمعنى إلى: أي لا تنفذون إلا إلى سلطان. وفي المجمع في قوله: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} جاءت الرواية من أنس بن مالك قال: قرأ رسول الله. إلا بسلطان " إلا بقوة وقهر وأنى لكم ذلك ، أو إن قدرتم أن تنفذوا لتعلموا ما في السموات والأرض " فانفذوا " لتعلموا لكن " لا تنفذون " ولا تعلمون إلا ببينة نصبها الله تعالى فتعرجون عليها بأفكاركم.

وقوله " ولو دخلت عليهم من أقطارها " ( الأحزاب 14) يقول: من أطرافها. كَمَا: 25561 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد, قَالَ: ثنا مِهْرَان, عَنْ سُفْيَان { إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَار السَّمَوَات وَالْأَرْض} قَالَ: مِنْ أَطْرَافهَا. والسابقون السابقون أُولئك المقربون}. الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ). سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ. قال الضحاك: بينما الناس في أسواقهم إذ انفتحت السماء ونزلت الملائكة فهرب الجن والإنس فتحدق بهم الملائكة، فذلك قوله: "لا تنفذون إلا بسلطان". والثقلان الجن والإنس، وإرجاع ضمير الجمع في {لكم} و {إن استطعتم} وغيرهما إليهما لكونهما جمعاً ذا أفراد. ولا يشفعون إلا لمن ارتضى. ذلك في قوله (تعالى).

بال الشيطان في أذنه

فقوله: {تبارك اسم ربك} تبارك الله المسمى بالرحمن بما أفاض هذه الآلاء. وفي تفسير القمي بإسناده إلى يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله. بال الشيطان في أذنه. يقول: آية في كتاب الله مسجلة. في قوله الله عز وجل: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} قال: من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا هاربين من الموت فإن الموت مدرككم ولا ينفعكم هربكم منه. قال ابن المبارك: إن ذلك يكون في الآخرة.

وروي عن ابن عباس قال: معناه: إن استطعتم أن تعلموا ما في السموات والأرض فاعلموا ولن تعلموه إلا بسلطان أي ببينة من الله عز وجل. قوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} شروع في وصف حال السعداء من الخائفين مقام ربهم، والمقام مصدر ميمي بمعنى القيام مضاف إلى فاعله، والمراد قيامه تعالى عليه بعمله وهو إحاطته تعالى وعلمه بما عمله وحفظه له وجزاؤه عليه قال تعالى: { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت}. وقال تعالى: "والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" ولهذا قال تعالى: "يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الشواظ: هو لهب النار, وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: الشواظ الدخان, وقال مجاهد: هو اللهب الأخضر المنقطع, وقال أبو صالح: الشواظ هو اللهب الذي فوق النار ودون الدخان. قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} يقال: فرغ فلان لأمر كذا إذا كان مشتغلاً قبلاً بأمور ثم تركها وقصر الاشتغال بذاك الأمر اهتماماً به. قوله تعالى: {فيهن قاصرات الطرف} إلى آخر الآية ضمير {فيهن} للفرش وجوّز أن يرجع إلى الجنان فإنها جنان لكل واحد من أولياء الله منها جنتان، والطرف جفن العين، والمراد بقصور الطرف اكتفاؤهن بأزواجهن فلا يردن غيرهم. التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ). تفسير صدر المتألهين/ صدر المتألهين الشيرازي (ت 1059 هـ). التفاسير الأكثر قراءة.

ولا يشفعون الا لمن ارتضى

قوله تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} استفهام إنكاري في مقام التعليل لما ذكر من إحسانه تعالى عليهم بالجنتين وما فيهما من أنواع النعم والآلاء فيفيد أنه تعالى يحسن إليهم هذا الإحسان جزاء لإحسانهم بالخوف من مقام ربهم. فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ. وقال الضحاك أيضاً: معنى الآية: إن استطعتم أن تهربوا من الموتب فاهربوا. أقول: والروايتان تؤيدان ما قدمناه في تفسير الآيتين. وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن استطعتم ان تعلموا ما في السماوات والأرض فاعلموا. عليه السلام: الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا وهنَّ أجمل من الحور العين. If it be ye can pass beyond the zones of the heavens and the earth, pass ye!

النمل, الآية: 89)، انهم (ويقصد. وقال الضحاك "شواظ من نار" سيل من نار. تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ. وقوله: {وجنى الجنتين دان} الجنى الثمر المجتنى و {دان} اسم فاعل من الدنوّ بمعنى القرب أي ما يجتنى من ثمار الجنتين قريب. وقوله تعالى: "أيها الثقلان" الثقلان: الإنس والجن كما جاء في الصحيح: "ويسمعها كل شيء إلا الثقلين" وفي رواية "إلا الإنس والجن". اختر كتب التفسير المراد اضافتها للمقارنة: موافق. وقد احتمل بعض العلماء أ ن يكون الثاني من المنافقين ولذلك لم يعتن رسول الله (ص) بسؤاله.

ولا يشفعون إلا لمن ارتضى

والحميم الماء الحار، والآني الذي انتهت حرارته والباقي ظاهر. فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ. يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ. أقول: وروى هذا المعنى عن مسعدة بن صدقة عن كليب عن أبي عبد الله. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 25559 - حُدِّثْت عَنِ الْحُسَيْن, قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول: أَخْبَرَنَا عُبَيْد, قَالَ: سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول: { يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس}... الْآيَة, يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّهُ لَا يُجِيرُهُمْ أَحَد مِنَ الْمَوْت, وَأَنَّهُمْ مَيِّتُونَ لَا يَسْتَطِيعُونَ فِرَارًا مِنْهُ, وَلَا مَحِيصًا, لَوْ نَفَذُوا أَقْطَار السَّمَوَات وَالْأَرْض كَانُوا فِي سُلْطَان اللَّه, وَلَأَخَذَهُمُ اللَّه بِالْمَوْتِ. تفاسير أهل السنة السلفية.

قوله تعالى: {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان} في الصحاح: الرفرف ثياب خضر تتخذ منها المجالس. الخائفين: وكتب صاحب تفسير منهج ا ل صادقين عن سبب نزول آية (يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بس ك ارى ولكن عذاب الله شديد) (سورة الحج، الآية: 1). قوله تعالى: {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} تقدم معناه. خوفاً من النار أو طمعاً في الجنة وهم أصحاب اليمين.

compagnialagiostra.com, 2024