وعلى الذين يطيقونه

Tuesday, 25-Jun-24 16:43:14 UTC

قال الراغب: والطاقة اسم لمقدار ما يمكن للإِنسان أن يفعله بمشقة ، وذلك تشبيه بالطوق المحيط بالشيء ، ومنه { رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} أي ما يصعب علينا مزاولته ، وليس معناه: " لا تحملنا ما لا قدرة لنا به ". وروى الإِمام مسلم في صحيحه عن قزعة قال: " أتيت أبا سعيد الخدري فسألته عن الصوم في السفر فقال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام ، قال: فنزلنا منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم ، فكانت رخصة. وقوله: ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) كما قال معاذ: كان في ابتداء الأمر: من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا.

1. وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين
2. وعلي الذين يطيقونه فدية
3. وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين تفسير
4. تفسير اية وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين

وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين

وللعلماء أقوال في المراد بقوله - تعالى - { وَعَلَى الذين يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} أشهرها:1 - إن هذا راجع إلى المقيم الصحيح خيره الله - تعالى - بين الصوم وبين الفداء ، وكان ذلك في بدء الإِسلام فرض عليهم الصوم ولم يتعودوه فاشتد عليهم ، فرخص لهم في الإِقطار والفدية ، ثم نسخ ذلك وأوجب الله عليهم الصوم. ذكر من قال ذلك: 2245 - حدثنا محمد بن المثنى, قال: ثنا محمد بن جعفر عن شعبة, عن عمرو بن مرة قال: ثنا أصحابنا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم عليهم أمرهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر تطوعا لا فريضة; قال, ثم نزل صيام رمضان قال أبو موسى: قوله قال عمرو بن مرة, حدثنا أصحابنا, يريد ابن أبي ليلى, كان ابن أبي ليلى القائل حدثنا أصحابنا. والتطوع: السعي في أن يكون الإِنسان فاعلا للطاعة باختياره بدون إكراه والخير: مصدر خار إذا حسن وشرف ، وهو منصوب لتضمين تطوع معنى أتى ، أو على أنه صفة لمصدر محذوف أي تطوعاً خيراً. وأصحاب هذا الرأي يستدلون بما رواه البخاري عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية: ليست بمنسوخة هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فعليها أن يطعما مكان كل يوم مسكيناً ". وهناك أقوال أخرى في الآية رأينا أن نضرب عنها صفحاً لضعفها. وقال بعضهم: كان الواجب من طعام المسكين لإفطار اليوم مدا من قمح ومن سائر أقواتهم. فعلى كل واحد منهما طعام مسكين مد من حنطة لكل يوم حتى يمضي رمضان. وروي أيضا من حديث عبيد الله عن نافع ، عن ابن عمر ، قال: هي منسوخة. ذكر من قال ذلك: 2300 - حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: حدثني حجاج, قال: قال ابن جريج, قال مجاهد: فمن تطوع خيرا فزاد طعاما فهو خير له. 2279 - حدثنا حميد بن مسعدة, قال: ثنا بشر بن المفضل, قال: ثنا خالد, عن عكرمة وعلى الذين يطيقونه قال: قال ابن عباس: هو الشيخ الكبير. أبو داود عن ابن عباس "وعلى الذين يطيقونه" قال:أثبتت للحبلى والمرضع. 2269 - حدثنا هناد, قال: حدثنا عبدة, عن منصور عن مجاهد, عن ابن عباس نحوه, غير أنه لم يقل حين يفطر وحين يتسحر. ذكر من قال ذلك: 2299 - حدثني المثنى, قال: ثنا أبو صالح, قال: حدثني الليث, قال: أخبرني يونس, عن ابن شهاب: فمن تطوع خيرا فهو خير له يريد أن من صام مع الفدية فهو خير له. والقول الأول صحيح أيضا، إلا أنه يحتمل أن يكون النسخ هناك بمعنى التخصيص، فكثيرا ما يطلق المتقدمون النسخ بمعناه، واللّه أعلم. ]

وعلي الذين يطيقونه فدية

2281 - حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس في قول الله: وعلى الذين يطيقونه قال: يكلفونه, فدية طعام مسكين واحد, قال: فهذه آية منسوخة لا يرخص فيها إلا للكبير الذي لا يطيق الصيام, أو مريض يعلم أنه لا يشفى. وذلك أن الفدية مصدر من قول القائل: فديت صوم هذا اليوم بطعام مسكين, أفديه فدية, كما يقال: جلست جلسة, ومشيت مشية, والفدية فعل والطعام غيرها. ونصب " أياما " بمضمر من الفعل, كأنه قيل: كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم أن تصوموا أياما معدودات, كما يقال: أعجبني الضرب زيدا وقوله: كما كتب على الذين من قبلكم من الصيام, كأنه قيل: كتب عليكم الذي هو مثل الذي كتب على الذين من قبلكم أن تصوموا أياما معدودات. حدثني المثنى, قال: ثنا حجاج. تفسير البغوي||التفسير الوسيط||تفسير ابن كثير|. ويرى داود الظاهري أن على المفطر في رمضان بسبب المرض أو السفر أن يشرع في قضاء ما أفطره في اليوم الثاني من شوال المعاقب له ، وأن يتابع أيام القضاء. وأما الطعام فإنه مضاف إلى المسكين والقراء في قراءة ذلك مختلفون, فقرأه بعضهم بتوحيد المسكين بمعنى: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين واحد لكل يوم أفطره. والرفع في قوله: فعدة من أيام أخر نظير الرفع في قوله: فاتباع بالمعروف 2 178 وقد مضى بيان ذلك هنالك بما أغنى عن إعادته. وقد ذكرنا بعض هذه المقالات فيما مضى قبل فكرهنا إعادة ذكرها.

وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين تفسير

وقالوا: الآية ثابتة الحكم منذ أنزلت لم تنسخ, وأنكروا قول من قال إنها منسوخة. 2268 - حدثني محمد بن سعد, قال: حدثني أبي, قال: حدثني عمي, قال: حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين هو الشيخ الكبير كان يطيق صوم شهر رمضان وهو شاب فكبر, وهو لا يستطيع صومه فليتصدق على مسكين واحد لكل يوم أفطره حين يفطر وحين يتسحر. وقال: عن كل يوم مسكين. 2280 - حدثنا إسماعيل بن موسى السدي, قال: أخبرنا شريك, عن سالم, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: وعلى الذين يطوقونه قال: يتجشمونه, يتكلفونه. هذا مع ما يؤيد هذا القول من الأخبار التي ذكرناها آنفا عن معاذ بن جبل وابن عمر وسلمة بن الأكوع من أنهم كانوا بعد نزول هذه الآية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في صوم شهر رمضان بالخيار بين صومه وسقوط الفدية عنهم, وبين الإفطار والافتداء من إفطاره بإطعام مسكين لكل يوم وأنهم كانوا يفعلون ذلك حتى نزلت: فمن شهد منكم الشهر فليصمه فألزموا فرض صومه, وبطل الخيار والفدية.

تفسير اية وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين

وأعجب القراءتين إلي في ذلك قراءة من قرأ طعام مسكين على الواحد بمعنى: وعلى الذين يطيقونه عن كل يوم أفطروه فدية طعام مسكين; لأن في إبانة حكم المفطر يوما واحدا وصولا إلى معرفة حكم المفطر جميع الشهر وليس في إبانة حكم المفطر جميع الشهر وصول إلى إبانة حكم المفطر يوما واحدا وأياما هي أقل من أيام جميع الشهر, وأن كل واحد يترجم عن الجميع وأن الجميع لا يترجم به عن الواحد, فلذلك اخترنا قراءة ذلك بالتوحيد. 2285 - حدثنا علي بن سعد الكندي, قال: ثنا حفص عن حجاج, عن أبي إسحاق, عن الحرث, عن علي في قوله: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين قال: الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصوم يفطر ويطعم مكان كل يوم مسكينا. والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صام في السفر وأفطر ، وخير بعض أصحابه بين الصوم والفطر. تفسير الجلالين||التفسير الميسر||تفسير السعدي|. كما: 2293 - حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي, عن يعقوب, عن بشار, عن عمرو, عن الحسن: طعام مساكين عن الشهر كله. ومعنى { يُطِيقُونَهُ} يقدرون عليه ويتحملونه بمشقة وتعب ، لأن الطاقة اسم للقدرة على الشيء مع الشدة والمشقة ، والوسع اسم للقدرة على الشيء على جهة السهولة. وأما قراءة من قرأ ذلك: وعلى الذين يطوقونه فقراءة لمصاحف أهل الإسلام خلاف, وغير جائز لأحد من أهل الإسلام الاعتراض بالرأي على ما نقله المسلمون وراثة عن نبيهم صلى الله عليه وسلم نقلا ظاهرا قاطعا للعذر, لأن ما جاءت به الحجة من الدين هو الحق الذي لا شك فيه أنه من عند الله, ولا يعترض على ما قد ثبت وقامت به حجة أنه من عند الله بالآراء والظنون والأقوال الشاذة. قال الله تعالى:( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا... العلة القاصرة: هي العلة الواردة في النس أو التي لا تتعدى... يرجى إختيار السبب. وبقيت للحامل والمرضع أن يفطرا ويطعما. ذكر من قال ذلك: 2264 - حدثني موسى بن هارون, قال: ثنا عمرو بن حماد, قال: ثنا أسباط, عن السدي: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين قال: أما الذين يطيقونه فالرجل كان يطيقه وقد صام قبل ذلك ثم يعرض له الوجع أو العطش أو المرض الطويل, أو المرأة المرضع لا تستطيع أن تصوم; فإن أولئك عليهم مكان كل يوم إطعام مسكين, فإن أطعم مسكينا فهو خير له, ومن تكلف الصيام فصامه فهو خير له. ثنا سويد, قال, ثنا ابن المبارك, عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: ما قوله: وعلى الذين يطيقونه ؟ قال, بلغنا أن الكبير إذا لم يستطع الصوم يفتدي من كل يوم بمسكين, قلت: الكبير الذي لا يستطيع الصوم, أو الذي لا يستطيعه إلا بالجهد ؟ قال: بل الكبير الذي لا يستطيعه بجهد ولا بشيء, فأما من استطاع بجهد فليصمه ولا عذر له في تركه. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عبد الرحيم ، عن أشعث بن سوار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس [ قال] نزلت هذه الآية: ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم ثم ضعف ، فرخص له أن يطعم مكان كل يوم مسكينا. ثم إن الله عز وجل أوجب الصيام على الصحيح المقيم وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصوم فأنزل الله عز وجل: فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر.. إلى آخر الآية ". وأننا شرعنا لمن كان مريضا مرضا يضره الصوم أو يعسر معه ، أو كان على سفر يشق عليه معه الصوم ، شرعنا له أن يفطر وأن يصوم بدل الأيام التي أفطرها أياما آخر مساوية لها في العدد.

وقوله: { فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ} حض من الله - تعالى - لعباده على الإِكثار من عمل الخير. فلما صح بإجماع الجميع على أن من أطاق من الرجال المقيمين الأصحاء صوم شهر رمضان فغير مرخص له في الإفطار والافتداء, فخرج الرجال من أن يكونوا معنيين بالآية, وعلم أن النساء لم يردن بها لما وصفنا من أن الخبر عن النساء إذا انفرد الكلام بالخبر عنهن وعلى اللواتي يطقنه, والتنزيل بغير ذلك. حدثنا بشر بن معاذ, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد عن قتادة, قال: ذكر لنا أن ابن عباس قال لأم ولد له حبلى أو مرضع: أنت بمنزلة الذين لا يطيقونه, عليك الفداء ولا صوم عليك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علمها بلالا فليؤذن بها ". وقال آخرون: معنى ذلك: فمن تطوع خيرا فزاد المسكين على قدر طعامه. وأما المعدودات: فهي التي تعد مبالغها وساعات أوقاتها, وعنى بقوله معدودات: محصيات. مسكين" قال: كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الصوم أن. قال: وبقيت الفدية التي كانت تقبل قبل ذلك للكبير الذي لا يطيق الصيام, والذي يعرض له العطش أو العلة التي لا يستطيع معها الصيام.