رسم عن المنظور والظل والنور

Saturday, 04-May-24 20:33:29 UTC
1 بالمائة خلال شهر أكتوبر من نفس السنة. يخرجهم من الظلمات إلى النور. وفي هذا الخصوص أورد الشمنقي ان نقابة المتفقدين بمعية سلطة الإشراف وباقي الأطراف الاجتماعية بصدد عقد اجتماعات تندرج في إطار مراجعة البرامج قائلا: "نبهنا الى أن الإشكالية الأساسية والجوهرية في المرحلة الابتدائية هو غياب الوعي المواطني خاصة أن مدارسنا واقعة تحت تأثير معضلة حشو الأدمغة بالمعارف والعلوم ". وفي هذا الخصوص تساءل السعيداني عن سبب تراجع دور المربي وسبب عدم الاعتداد برأيه ليعتبر ان هذا المربي تزاحمه اليوم وسائل اخرى على غرار وسائل التواصل الاجتماعي بما يحول دون ان تكون المدرسة جذابة وقادرة على توفير محيط للعيش الهادئ. وأضاف محدثنا ان ثقافة الاستبداد التي بدأت تتفكك مكوناتها الى جانب بروز ثقافة ردة الفعل لم ترافقها برامج للتاطير والمرافقة على مستوى السلطة اي وزارة التربية التي لم تقدم بعد الثورة خطة واضحة لمقاومة تفشي ظاهرة العنف في المجتمع هذا بالتوازي مع وجود مؤثرات أخرى على مستوى الإعلام وتفشي العنف ضد المرأة هذا بالتوازي مع العنف الموجود في الشارع وفي العائلة مما ولد حالة من التوتر الاجتماعي في البلاد وحالة من الاختناق السياسي والاجتماعي لان التونسي لا أفق له ولا يرى أيضا حلولا في الأفق. مراد دياني, المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
  1. رسم المنظور من نقطتين
  2. رسم المنظور من نقطة واحدة
  3. رسم المنظور والنسب والتناسب
  4. يخرجهم من الظلمات إلى النور

رسم المنظور من نقطتين

كما دعت عيفة الى ضرورة توجيه العائلة لأن تقوم بدورها لان المدرسة ليست حاضنة وبالتالي فان الأسرة مدعوة الى أن تقوم بواجباتها وان تعاضد وتعاون على التربية في المرحلة الأساسية والثانوية مشددة في الإطار نفسه على ضرورة تفعيل المجلس الأعلى للتربية مع بلورة حوار حقيقي حول إصلاح المنظومة التربوية لا سيما أننا قطعنا أشواطا خلال الفترة الممتدة بين 2014 و2016 ثم تم التوقف لنعود حاليا الى الشروع في بعض الإصلاحات. وصحيح أيضا أنه يعاب على المدرسة العمومية غياب الأخصائيين النفسانيين والمرافقين الاجتماعين في المعاهد والاعداديات الثانوية لما لدورهم من أهمية في تقليص منسوب العنف لدى التلميذ خاصة الذي يمر بظروف نفسية صعبة أو يعاني مرضا نفسيا ما لم تتفطن له أسرته هذا علاوة على غياب الدور التربوي للمدرسة العمومية والتي كانت رائدة فيه خاصة فترة الستينات والسبعينات أين كانت المدرسة آنذاك تلعب دور المصعد الاجتماعي. حول التحول الخطير الذي بلغه العنف في الوسط التربوي يلاحظ كاتب عام النقابة العامة لمتفقدي المدارس الابتدائية نور الدين الشمنقي ان العنف كظاهرة موجود قديما وحديثا في المدرسة موضحا ان العنف الذي كان طاغيا خلال الخمسينات والستينات والسبعينات هو العنف في بعديه المادي والرمزي. من جانب آخر وفي نفس الإطار يرى كاتب عام النقابة العامة لمتفقدي المدارس الابتدائية ان التلاميذ لا سيما في المرحلة الإعدادية والثانوية لديهم نوع من التمرد يفترض ان تحيط به المؤسسة التربوية وتعالجه وتقوم بتاطيره هذا بالتوازي مع محتوى البرامج والمناهج والمقررات التي تمرر جملة من القيم ومظاهر العنف على حد تشخيصه. ولان التلميذ فرد من المجتمع، يعتبر الشمنقي ان هذا العنف الموجود في جميع المستويات دفع بالأطفال الى توخي ردود أفعال ضد المدرس أو المدير لأنه يعتبر أنهم يمثلون رمزا من رموز السلطة. المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية تطرق في معرض دراساته وبحوثه الى مسالة العنف داخل المدارس الذي اتخذ منذ مدة نسقا تصعيديا خطيرا ليشير في هذا السياق عضو الهيئة المديرة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية منير حسن في تصريح لـ"الصباح" أن الظرفية الاقتصادية والاجتماعية تلعب دورا ما لكن الإشكال من وجهة نظره هو إشكال تربوي بالأساس. لكن ومع ذلك يرى كثيرون أن سلطة الإشراف لا تتحمل وحدها المسؤولية في تطور العنف في الوسط المدرسي بطريقة وحشية.. رسم المنظور من نقطة واحدة. وفي هذا الخصوص يوجه كثيرون أصابع الاتهام الى الأولياء: "فولي الأمس ليس بولي اليوم" على حد تعبير البعض بما أن دوره قد تراجع في متابعة ومراقبة أبنائه وخاصة في السهر على تربيتهم وتلقينهم شتى المبادئ والقيم بما أن البعض منهم أضحى يٌلقي بمالسؤولية على المدرسة ويعول عليها في الاضطلاع بمهمة التربية والحال أن الأسرة والمدرسة يتكاملان في الدور التربوي وفي تنشئة الأبناء. هذه الوضعية تجعل التلميذ من وجهة نظر الزهروني يتبنّى سلوكا غريبا وخطيرا وغير مسبوق. ولتجاوز هذه المعضلة يرى رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ ان الحل لا بد أن يكون متكاملا اي بمعية جميع الأطراف من خلال بلورة استراتيجيات ميدانية بقع تشريك فيها الإطار التربوي والأولياء والمختصين في العلوم النفسية كما باقي الوزارات المعنية على غرار وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة المرأة والأسرة. وخلال شهر ديسمبر من سنة 2021 صرحت الباحثة في علم الاجتماع ومنسقة المرصد الاجتماعي التونسي نجلاء عرفة أن حجم العنف في الفضاء التربوي (المدرسي) في البلاد قد تضاعف 10 مرات بين العامين السابق والحالي في إشارة الى سنة 2021. من جهة أخرى وبالعودة الى العنف الذي يمارس في الوسط المدرسي "على طريقة الأفلام" فان كثيرين يوجهون أصابع الاتهام الى الشبكة العنكبوتية بكل ما توفره من أوساط ووسائل للتواصل الاجتماعي والتي لا تخلو بدورها من مظاهر عنف. من جانب آخر وتفاعلا مع الطرح الذي يعتبر المدرسة عنصرا مساهما في العنف أورد الباحث في علم الاجتماع أن مختلف المدارس سواء الابتدائية والإعدادية والثانوية لا تملك مقومات العيش الكريم وبالتالي فان هذا المحيط التربوي الذي يفتقر الى وحدات صحية أو الى حديقة قد يكون ربما من وجهة نظر محدثنا محيطا مشجعا للعنف نظرا لانعدام الإمكانيات ولتردي البنية التحتية. وأضاف النصيري ان هذه الإصلاحات ستمكن من وجود وقت فراغ للطفل وبالتالي لن يلجأ الى ممارسة العنف خاصة وان الوزارة تعمل حاليا على ان يكون الفضاء المدرسي فضاء جاذبا وفضاء بيئيا مستداما، مشيرا في نفس الإطار الى ان الوزارة تعمل على مقاومة نوع اخر من العنف يتعلق بالعنف السيبيرني وذلك بالتنسيق مع وزارة تكنولوجيا الاتصال.

رسم المنظور من نقطة واحدة

وهنا تجدر الإشارة الى انه صحيح أن المدرسة العمومية بشهادة التلاميذ والأولياء وحتى المربين لم تعد عنصرا جاذبا للتلميذ وإنما منفرا لأسباب "جديدة قديمة" من ذلك تردي البنية التحتية وغياب أبسط مقومات العيش الكريم داخل المدارس هذا بالتوازي مع معضلة الاكتظاظ في الأقسام وغياب كلي للأنشطة الثقافية والترفيهية من نوادي مسرح وسينما وموسيقى ورسم الخ.. بما يجعل الفضاءات المدرسية وعلى حد تعبير البعض عنصرا مشجعا على ممارسة العنف. حرية – مساواة – اندماج اجتماعي: نظرية العدالة في النموذج الليبرالي المستدام - مراد دياني, المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. حرية – مساواة – اندماج اجتماعي: نظرية العدالة في النموذج الليبرالي المستدام. العنف في المؤسسات التربوية في منعرج خطير. وفسرت عيفة أن المدرسة العمومية لم تعد جاذبة حيث أصبحت فضاء منفرا نتيجة لعوامل عديدة على غرار تردي البنية التحتية وغياب كلي لجميع متطلبات العمل كما أن القانون التأديبي المعمول به مر عليه أكثر من 30 سنة وبالتالي فهو لم يعد يواكب الحياة العصرية. هذا بالتوازي مع الاعتماد في المناهج التعليمية على مهارات الحياة بعد ان أثبتت عديد الدراسات السوسيولوجية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ان هذه المناطق تشكو ضعفا في التكوين وفي المهارات التي تؤهل التلميذ لان يعيش حياة عادية نقوم على جملة من المبادئ على غرار: احترام الآخر وتدعيم مبدأ الصمود حيث طالبت اليونسكو بإدراجهم ضمن المقررات حتى يتسنى بناء شخصية تلميذ قادر على معالجة مشاكل الحياة وضغوطاتها دون الالتجاء الى العنف وحتى يصبح الفضاء المدرسي فضاء للتعايش السلمي. على المتجر الإلكتروني للمركز العربي.

رسم المنظور والنسب والتناسب

وفي هذا الخصوص أورد أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلم بوزارة التربية بوزيد النصيري في تصريح لـ"الصباح" أن سلك الأخصائيين هو سلك جديد بوزارة التربية موضحا أن العدد المتوفر يقدم حاليا خدمة كبيرة على ان يتطور العدد في قادم الأيام. وفي نفس الإطار اعتبر الزهروني انه من الضروري اليوم تأطير الأولياء وتكوينهم لمعرفة مختلف آليات التعامل مع أبنائهم إذ قد يتبنى الولي دون قصد منه سلوكيات عنيفة وبالتالي فمن الضروري العمل على تأطيرهم وتكوينهم من خلال التأكيد على تبني وإرساء ثقافة الحوار قصد الحد من فاعلية العنف ليخلص محدثنا الى الدعوة الى ضرورة إرساء حوار وطني لمكافحة العنف يعمل على ضبط ووضع جميع الآليات التربوية لمقاومته. منير حسن (عضو الهيئة المديرة للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية): منظومتنا التربوية تنافسية بالأساس.. وهذا يكرس العنف. رسم المنظور والنسب والتناسب. تونس-الصباح.. لكن سرعان ما تتضح الرؤية أمامك لتكتشف أن مسرح الجريمة قد يكون بٌعيد كيلومترات عنك فهو في إحدى الإعداديات أو المعاهد الثانوية التي قد تكون قريبة من محل سكناك أو مقر عملك أما أبطال "الفيلم" فهم مجرد تلاميذ لم يتجاوزوا "عمر الزهور" ومع ذلك يمارسون عنفا "على طريقة الأفلام" يرتقي في جوهره الى مرتبة الجريمة "الهتشكوكية"، عنف لا يستوعب مطلقا العقل البشري مدى بشاعته أو فظاعته.. فالتفنن في العنف بلغ ذروته كما بلغ مستوى خطيرا. من جهة أخرى ولدى تعرضها الى أسباب تفاقم العنف في الوسط المدرسي أشارت عيفة الى أن الشارع يضغط على التلميذ بصفة كبيرة هذا بالتوازي مع مختلف وسائل التواصل الاجتماعي من "فايسبوك" و"انستغرام" و"تيكتوك".. التي من شانها أن تٌولد عنفا لدى التلميذ.

يخرجهم من الظلمات إلى النور

وبالتالي أصبحت المدرسة غير قادرة على تربية الناشئة وعلى زرع ثقافة الاختلاف والمصالحة مع المحيط وجميعها عوامل تؤدي الى تراكم وتزايد حلقات العنف داخل المدرسة يتورط فيها تلاميذ في عمر الزهور وفي خطواتهم الأولى في الحياة. لأن أكثر من طرف قد اتهم المدرسة العمومية بكونها لم تعد عنصرا جاذبا وإنما مٌنفّرا ساهم بدرجة كبيرة في تفاقم معدلات العنف في حين اعتبر البعض الاخر أن ما زيد الطين بلة هو غياب المرافقين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسانيين بمختلف المعاهد والاعداديات، حاولت "الصباح" الاطلاع على إستراتيجية وزارة التربية للحد من تنامي العنف في الوسط التربوي. Get this book in print. كما أضاف أن هنالك نوعا آخر من العنف تبلور من خلال الثقافة التي أصبحت سائدة في المجتمع والتي تقوم على قيم الفردانية والأنانية.

وفسر الشمنقي في هذا الاطار ان العنف المادي يترجم من خلال سلطة المربي او المدير على التلميذ اما العنف الرمزي فهو يتلخص في فرض المؤسسة التربوية برامج وتمشيات لإعادة إنتاج نفس الطبقات. تفاعلا مع مسالة العنف الحاد الذي يتبناه اليوم عديد التلاميذ فيما بينهم ومن منظور علم الاجتماع يرى الباحث في علم الاجتماع منير سعيداني انه من الضروري الالتفات الى السياق الاجتماعي الذي عاش فيه التلميذ بما أننا لا نمتلك الوعي الكافي بخطورة السياق والدوافع الموجودة في هذا السياق على غرار الفقر وانعدام كرامة البشر وانسداد الأفق والتي كانت سببا في ممارسة العنف. وفسر الشمنقي في هذا الاتجاه انه تم طرح المقاربة المنهجية في المرحلة الابتدائية وعي مقاربة عالمية ترتكز على الحياة المدرسية أي كيف نطور الحياة المدرسية حتى تصبح جزءا من التعلمات. وفسر حسن في هذا الخصوص أن الأطفال يتلقون اليوم تربية عن طريق الانترنات وشبكات التواصل الاجتماعي التي تعرض ألعابا عنيفة لتصبح هذه الألعاب قدوة في العنف. بما يؤشر الى القول بان العنف المدرسي قد تضاعف بـ10 مرات في سنة واحدة. Advanced Book Search. وتواصل تطور الظاهرة الى غاية سنة 2017 حيث وقع تسجيل 14792 حالة عنف مادي صادرة عن التلاميذ و7292 حالة صادرة عن المربين و 4812 حالة صادرة عن بقية الأسرة التربوية. وبالعودة الى العنف المسجل في الوقت الراهن يرى محدثنا ان المسالة متعددة الأبعاد حيث يتداخل فيها الجانب السوسيولوجي موضحا في هذا الإطار أن العنف الحاصل قد يندرج في إطار الفعل وردة الفعل لا سيما وان ثقافة الاستبداد كانت طاغية وبالتالي هنالك نوع من الرغبة في التحرر وهنا جدير بالذكر أن المسار الثوري مكّن الشخصية التونسية من التحرر.

compagnialagiostra.com, 2024