القرآن يخرج من الظلمات الى النور

Friday, 17-May-24 00:04:39 UTC

وقال – صلى الله عليه وآله – في وصف كتاب الله: " فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة". وإنما جعل " الظلمات " للكفر مثلا ؛ لأن الظلمات حاجبة للأبصار عن إدراك الأشياء وإثباتها ، وكذلك الكفر حاجب أبصار القلوب عن إدراك حقائق الإيمان والعلم بصحته وصحة أسبابه. 5858 - حدثت عن عمار قال: حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، في قوله - تعالى ذكره -: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " يقول: من الكفر إلى الإيمان " والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " يقول: من الإيمان إلى الكفر. أيها الأخوة والأخوات، وبعد أن تلونا عليكم هذه النصوص الشريفة، نلخص لكم دلالاتها فيما يرتبط بموضوع هذه الحلقة من برنامج من بركات القرآن ضمن النقاط التالية: -.

  1. من النور الى الظلمات
  2. من هم عمال النور
  3. لتخرج الناس من الظلمات الى النور
  4. ليخرجكم من الظلمات الى النور

من النور الى الظلمات

وقال جل جلاله " فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا". السلام عليكم أيها الأحبة وطابت أوقاتكم بكل خير. 5860 - حدثنا المثنى قال: حدثنا الحجاج بن المنهال قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت منصورا ، عن رجل ، عن عبدة بن أبي لبابة قال في هذه الآية: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " إلى " أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " قال: هم الذين كانوا آمنوا بعيسى ابن مريم ، فلما جاءهم محمد - صلى الله عليه وسلم - كفروا به ، وأنزلت فيهم هذه الآية. ترى ماالذي يقوله القرآن الكريم نفسه عن هذا الهدف من أهداف نزوله؟. خامساً: إن القرآن الكريم نزل لإخراج الناس من الظلمات بمختلف أشكالها. وعن الوصي المرتضى علي – عليه السلام – قال: " أنزل عليه – صلى الله عليه وآله – الكتاب نوراً لا تطفء مصابيحه وسراجا لا يخبو توقده... وشعاعاً لا يظلم ضؤوه". " قال أبو جعفر: وهذا القول الذي ذكرناه عن مجاهد وعبدة بن أبي لبابة [ ص: 427] يدل على أن الآية معناها الخصوص ، وأنها - إذ كان الأمر كما وصفنا - نزلت فيمن كفر من النصارى بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وفيمن آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - من عبدة الأوثان الذين لم يكونوا مقرين بنبوة عيسى ، وسائر الملل التي كان أهلها يكذب بعيسى. وقال جلت آلاؤه " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً". فأخبر - تعالى ذكره - عباده أنه ولي المؤمنين ، ومبصرهم حقيقة الإيمان وسبله وشرائعه وحججه ، وهاديهم ، فموفقهم لأدلته المزيلة عنهم الشكوك ، بكشفه عنهم دواعي الكفر ، وظلم سواتره [ عن] أبصار القلوب. الله ولي الذين آمنوا " متولي أمورهم " يخرجهم " بهدايته وتوفيقه " من الظلمات " أي ظلمات الجهل والذنوب " إلى النور " أي نور الهدى والمغفرة، و سيأتي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: المؤمن يتقلب في خمسة من النور: مدخله نور ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومنظره يوم القيامة إلى النور. " عن معني هذا الهدف وكيفية تحقيقه يدور حديثنا في ثامنة حلقات برنامج من بركات القرآن، كونوا معنا مشكورين.

من هم عمال النور

والذين كفروا أوليائهم الطاغوت " في الكافي عن الباقر عليه السلام: أولياؤهم الطواغيت، وفي تفسير علي بن إبراهيم: هم الظالمون آل محمد، أولياؤهم الطاغوت وهم الذين تبعوا من غصبهم " يخرجونهم من النور إلى الظلمات " قيل من نور الفطرة إلى فساد الاستعداد، وفي الكافي عن الصادق عليه السلام النور آل محمد، والظلمات عدوهم (1). إن إخراج الناس من الظلمات الى النور وتنويرهم هو الهدف السابع – حسب ترتيبنا في هذا البرنامج – من أهداف تفضل الله عزوجل بإنزال كتابه المجيد المهيمن على جميع كتبه. وأخيراً، فأنّ الطريق للإستضاءة بالقرآن يكمن في التدبر فيه بالعقل والقلب والعمل بهدايته والتخلق بأخلاقه... وفقنا الله وإياكم إخوتنا وأخواتنا للإستضاءة بنور كتابه المجيد ببركة التمسك بولاية عدله المعصوم محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. ولا تكشف الظلمات إلا به ". فإن قال قائل: أوكانت النصارى على حق قبل أن يبعث محمد - صلى الله عليه وسلم - فكذبوا به ؟. من الظلمات وتنويرهم بالنور الإلهي، أي جعلهم ينظرون بنور الله ويسيرون على الصراط المستقيم دونما تلكؤ. وأوصى – صلى الله عليه وآله – إمته قائلاً: " نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن... فإن البيت إذا كثر فيه تلاوه القرآن كثر خيره وإتسع أهله وأضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدنيا". قيل: إن " الطاغوت " اسم لجماع وواحد ، وقد يجمع " طواغيت ". وزاد في العياشي: قال قلت: أليس الله عنى بهذا الكفار حين قال: والذين كفروا "؟ قال فقال: وأي نور للكافر فاخرج منه إلى الظلمات ". "

لتخرج الناس من الظلمات الى النور

فإن قال لنا قائل: وكيف قال: " والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور " فجمع خبر " الطاغوت " بقوله: " يخرجونهم " " والطاغوت " واحد ؟. وقال سبحانه " كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ... ". قيل: من كان منهم على ملة عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - فكان على حق ، وإياهم عنى الله - تعالى ذكره - بقوله: ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله) [ النساء: 136]. قال أصدق القائلين: " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ{۱٥} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{۱٦}". فكذلك قوله: " يخرجونهم من النور إلى الظلمات " محتمل أن يكون إخراجهم إياهم من الإيمان إلى الكفر على هذا المعنى ، وإن كان الذي قاله مجاهد وغيره أشبه بتأويل الآية. قال أبو جعفر: يعني - تعالى ذكره - بقوله: " الله ولي الذين آمنوا " نصيرهم وظهيرهم ، يتولاهم بعونه وتوفيقه " يخرجهم من الظلمات " يعني بذلك: يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.

ليخرجكم من الظلمات الى النور

أولاً: إن أحد أهداف إنزال القرآن الكريم وتيسيره للناس هوإخراج الناس. مستمعينا الأكارم، ونقرأ في السنة المطهرة قول رسول الله – صلى الله عليه وآله –: " إن هذا القرآن هو النور المبين... من إستضاء به نوّره الله". وإنما عنى ب " الظلمات " في هذا الموضع الكفر. ومراتبها وانواعها العقائدية والأخلاقية والسلوكية، وهو يجعل للناس مراتب ودرجات تتناسب مع درجة إستضائتهم به. وفي الكافي والعياشي عن أبي عبد الله عليه السلام: " يخرجهم من الظلمات إلى النور " يعني ظلمات الكفر إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله عز وجل، وقال: " والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات " إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الاسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب الله لهم النار مع الكفار (2). شكراً لكم أيها الأعزاء على جميل متابعتكم للحلقة الثامنة من برنامج من بركات القرآن إستمعتم لها من إذاعة طهران ، دمتم بكل خير والسلام عليكم. وقال عز من قائل " وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا". ثالثاً: إن الإستضاءة بكتاب الله عزوجل متحققة حتماً لن يطلبها بصدق، لأن القرآن نور محض منزه عن كل شائبة ولذلك تنتقل أشعته – بالتفكر والتدبر فيه – الى الإنسان فتنوره وتجعل له نوراً يمشي بين الناس، فيكون منيراً للأخرين أيضا حتى أهل السماء وذلك بسلوكه وعمله وليس بقوله فقط. وإذا جعل واحده وجمعه بلفظ واحد ، كان نظير قولهم: " رجل عدل ، وقوم عدل " " ورجل فطر وقوم فطر " وما أشبه ذلك من الأسماء التي تأتي موحدا في اللفظ واحدها وجمعها ، وكما قال العباس بن مرداس: فقلنا أسلموا إنا أخوكم فقد برئت من الإحن الصدور. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل: ذكر من قال ذلك: 5856 - حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله: " الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور " يقول: من الضلالة إلى الهدى " والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت " الشيطان: " يخرجونهم من النور إلى الظلمات " يقول: من الهدى إلى الضلالة.

وقوله: " حملة القرآن هم المحفوضون برحمة الله الملبوسون نور الله عزوجل". " والله سميع " بالأقوال " عليم " بالنيات. " رابعاً: إن القرآن الكريم حبل متصل بين الله وعباده عزوجل ولذلك فأن تنويره لحملته والمتدبرين بأخلاص وصدق فيه يكون مستمراً لا ينقطع مادام الإنسان ملتصقاً به لأنه مرتبط بالنور الإلهي الذي لا يخبو توقده. ولذلك فلا يمكن للإنسان أن يستغني عن الإستضاءة بكتاب الله في أي من شأن من شؤونه وفي أي مرتبة كان من مراتب الإيمان.

compagnialagiostra.com, 2024