ان الله يأمر بالعدل

Thursday, 23-May-24 13:16:32 UTC

وقد ذكر عن ابن عيينة أنه كان يقول في تأويل ذلك: إن معنى العدل في هذا الموضع استواء السريرة والعلانية من كل عامل لله عملاً ، وإن معنى الإحسان: أن تكون سريرته أحسن من علانيته ،وإن الفحشاء والمنكر أن تكون علانيته أحسن من سريرته. قلت: هذا التفصيل في العدل حسن وعدل وأما الإحسان فقد قال علماؤنا: الإحسان مصدر أحسن يحسن إحسانا ويقال على معنيين: أحدهما متعد بنفسه كقولك: أحسنت كذا أي حسنته وكملته ، وهو منقول بالهمزة من حسن الشيء وثانيهما متعد بحرف جر كقولك: أحسنت إلى فلان أي أوصلت إليه ما ينتفع به. 90 - (إن الله يأمر بالعدل) التوحيد أو الإنصاف (والإحسان) أداء الفرائض أو أن تعبد الله كأنك تراه كما في الحديث (وإيتاء) إعطاء (ذي القربى) القرابة خصه بالذكر اهتماما به (وينهى عن الفحشاء) الزنا (والمنكر) شرعا من الكفر والمعاصي (والبغي) الظلم للناس خصه بالذكر اهتماما كما بدأ بالفحشاء كذلك (يعظكم) بالأمر والنهي (لعلكم تذكرون) تتعظون فيه إدغام التاء في الأصل في الذال وفي المستدرك عن ابن مسعود وهذه آية في القرآن للخير والشر. وأخرج أحمد عن عثمان بن أبي العاص قال: "كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً إذ شخص بصره فقال: أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من السورة "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" الآية".

ان الله يأمر بالعدل والاحسان تفسير الامثل

وأما العدل بينه وبين نفسه فمنعها مما فيه هلاكها ، قال الله تعالى " ونهى النفس عن الهوى " وعزوب الأطماع عن الاتباع ولزوم القناعة في كل حال ومعنى. ثم لما ذكر سبحانه أن في القرآن تبيان كل شيء ذكر عقبه آية جامعة لأصول التكليف كلها تصديقاً لذلك فقال: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان". الثانية: اختلف العلماء في تأويل العدل والإحسان فقال ابن عباس العدل لا إله إلا الله ، والإحسان أداء الفرائض وقيل: العدل الفرض والإحسان النافلة وقال سفيان بن عيينة العدل ها هنا استواء السريرة والإحسان أن تكون السريرة أفضل من العلانية علي ابن أبي طالب العدل الإنصاف والإحسان التفضل قال ابن عطية العدل هو كل مفروض من عقائد وشرائع في أداء الأمانات وترك الظلم والإنصاف وإعطاء الحق. وإنما نهى عن سفاسف الأخلاق ومذامها. وقيل العدل الإنصاف، والإحسان التفضل. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج "وألقوا إلى الله يومئذ السلم" قال: استسلموا. وأما العدل بينه وبين الخلق فبذل النصيحة وترك الخيانة فيما قل وكثر والإنصاف من نفسك لهم بكل وجه ولا يكون منك إساءة غلىاحد بقول ولا فعل لا في سر ولا في علن والصبر على ما يصيبك منهم من البلوى وأقل ذلك الإنصاف وترك الأذى. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة نحوه. الرابعة: قوله تعالى " وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي " الفحشاء الفحش وهو كل قبيح من قول أو فعل ابن عباس: هو الزنى والمنكر ما أنكره الشرع بالنهي عنه وهم يعم جميع المعاصي والرذائل والدناءات على اختلاف أنواعها. "إن الله يأمر بالعدل "بالتوسط في الأمور اعتقاداً كالتوحيد المتوسط بين التعطيل والتشريك، والقول بالكسب المتوسط بين محض الخبر والقدر ، وعملاً كالتعبد بأداء الواجبات المتوسط بين البطالة والترهب ، وخلقاً كالجود المتوسط بين البخل والتبذير. قلت) ولهذا جاء في الحديث "إن الله يحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها".

ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ياسر الدوسري

وقوله: "يعظكم" أي يأمركم بما يأمركم به من الخير وينهاكم عما ينهاكم عنه من الشر "لعلكم تذكرون" وقال الشعبي عن شتير بن شكل: سمعت ابن مسعود يقول: إن أجمع آية في القرآن في سورة النحل "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" الاية, رواه ابن جرير, وقال سعيد عن قتادة قوله: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" الاية ليس من خلق حسن, كان أهل الجاهلية يعملون به ويستحسنونه إلا أمر الله به, وليس من خلق سيء كانوا يتعايرونه بينهم, إلا نهى الله عنه وقدم فيه. "قال عثمان ما أسلمت ابتداء إلا حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية وأنا عنده فاستقر الإيمان في قلبي ، فقرأتها على الوليد بن المغيرة فقال يابن أخي أعد فأعدت فقال والله إن له لحلاوة " وذكر تمام الحديث وقال ابن مسعود: هذه أجمع آية في القرآن لخير يمتثل ولشر يجتنب وحكى النقاش قال يقال زكاة العدل الإحسان وزكاة القدرة العفو وزكاة الغنى المعروف وزكاة الجاه كتب الرجل إلى إخوانه. "والإحسان "إحسان الطاعات ، وهو إما بحسب الكمية كالتطوع بالنوافل أو بحسب الكيفية كما قال عليه الصلاة والسلام "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. وقوله "والإحسان" ، فإن الإحسان الذي أمر به تعالى ذكره مع العدل الذي وصفنا صفته: الصبر لله على طاعته فيما أمر ونهى ،في الشدة والرخاء ، والمكره والمنشط ، وذلك هو أداء فرائضه. وقيل هو الشرك والبغي: هو الكبر والظلم والحقد والتعدي وحقيقته تجاوز الحد وهو داخل تحت المنكر لكنه تعالى خصه بالذكر اهتماما به لشدة ضرره وفي الحديث "عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا ذنب أسرع عقوبة من بغي " و"قال عليه السلام: الباغي مصروع " وقد وقد الله من بغي عليه بالنصر وفي بعض الكتب المنزلة: لو بغى جبل على جبل لجعل الباغي منهما دكا. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "إن الله يأمر بالعدل" قال: شهادة أن لا إله إلا الله, وقال سفيان بن عيينة, العدل في هذا الموضع هو استواء السريرة والعلانية من كل عامل لله عملاً, والإحسان أن تكون سريرته أحسن من علانيته, والفحشاء والمنكر أن تكون علانيته أحسن من سريرته. وأخرج الباوردي وابن السكن وابن منده وأبو نعيم في معرفة الصحابة عن عبد الملك بن عمير أن هذه الآية لما بلغت أكثم بن صيفي حكيم العرب قال: إني أراه يأمره بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، ثم قال لقومه: كونوا في هذا الأمر رؤوساً ولا تكونوا فيه أذناباً، وكونوا فيه أولاً ولا تكونوا فيه آخراً. وقوله: "والبغي" قيل: عني بالبغي في هذا الموضع: الكبر والظلم.

ان الله يأمر بالعدل والاحسان

"والمنكر"ما ينكر على متعاطيه في إثارة القوة الغضبية. حدثنا بشر ، قال: حدثنا يزيد ، قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى".... الآية ، إنه ليس من خلق حسن كل أهل الجاهلية يعملون به ويستحسنونه ، إلا أمر الله به ، وليس من خلق سيىء كانوا يتعايرونه بينهم إلا نهى الله عنه وقدم فيه. وإيتاء ذي القربى " ،صلة الرحم. " والإحسان هو فعل كل مندوب إليه فمن الأشياء ما هو كله مندوب إليه ومنها ما هو فرض إلا أن حد الإجزاء منه داخل في العدل والتكميل الزائد على الإجزاء داخل في الإحسان.

ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى المنشاوي

وقال ابن عباس: الزنا ، " والمنكر " ، ما لا يعرف في شريعة ولا سنة ، " والبغي " ، الكبر والظلم. الخامسة: ترجم الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه فقال باب قول الله تعالى "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون " وقوله "إنما بغيكم على أنفسكم " "ثم بغي عليه لينصرنه الله " وترك إثارة الشر على مسلم أو كافر. ثم ذكر حديث عائشة في سحر لبيد بن الأعصم النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن بطال: فتأول رضي الله عنه من هذه الآيات ترك إثارة الشر على مسلم أو كافر كما دل عليه "حديث عائشة حيث قال عليه السلام: أما الله فقد شفاني وأما أنا فأكره أن أثير على الناس شرا " ووجه ذلك والله أعلم أنه تأول في قول الله تعالى " إن الله يأمر بالعدل والإحسان " الندب بالإحسان إلى المسيء وترك معاقبته على إساءته فإن قيل كيف يصح هذا التأويل في آيات البغي. وقال أيوب عن عكرمة: "إن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على الوليد: " إن الله يأمر بالعدل " إلى آخر الآية فقال له: يا ابن أخي أعد فأعاد عليه ، فقال: إن له والله لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق ، وما هو بقول البشر ". وقال ابن كثير في تفسيره: إسناده لا بأس به. وأخرج البخاري في تاريخه من طريق الكلبي عن أبيه قال: مر علي بن أبي طالب بقوم يتحدثون فقال: فيم أنتم؟ قالوا: نتذاكر المروءة، فقال: أو ما كفاكم الله عز وجل ذلك في كتابه إذ يقول: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" فالعدل والإنصاف، والإحسان التفضل، فما بقي بعد هذا؟. وقد روى ابن مردويه من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الزيادة خمسة أنهار تجري من تحت العرش على رؤوس أهل النار: ثلاثة أنهار على مقدار الليل، ونهران على مقدار النهار" فلذلك قوله: "زدناهم عذاباً فوق العذاب". He exhorteth you in order that ye may take heed. وقوله: "وينهى عن الفحشاء والمنكر" فالفواحش المحرمات, والمنكرات ما ظهر منها من فاعلها, ولهذ قال في الموضع الاخر: "قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن" وأما البغي فهو العدوان على الناس, وقد جاء في الحديث "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الاخرة من البغي وقطيعة الرحم".

وعد الله لا يخلف الله وعده

وقال ابن العربي العدل بين العبد وبين ربه إيثار حقه تعالى على حظ نفسه وتقديم رضاه على هواه والاجتناب للزواجر والامتثال للأوامر. وقد اختلف أهل العلم في تفسير العدل والإحسان، فقيل: العدل لا إله إلا الله، والإحسان أداء الفرائض، وقيل العدل الفرض، والإحسان النافلة. وأخرج ابن مردويه والخطيب عن البراء "أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله تعالى: "زدناهم عذاباً فوق العذاب"، فقال: عقارب أمثال النخل الطوال ينهشونهم في جهنم" وأخرج أبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "زدناهم عذاباً فوق العذاب" قال: خمسة أنهار من نار صبها الله عليهم يعذبون ببعضها بالليل، وببعضها بالنهار. وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السري وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن مسعود في قوله: "زدناهم عذاباً فوق العذاب" قال: زيدوا عقارب لها أنياب كالنخل الطوال. حديث آخر عن عثمان بن أبي العاص الثقفي في ذلك, قال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر, حدثنا هريم عن ليث عن شهر بن حوشب, عن عثمان بن أبي العاص قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً إذ شخص بصره فقال: "أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الاية بهذا الموضع من هذه السورة "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" الاية, وهذا إسناد لا بأس به, ولعله عند شهر بن حوشب من الوجهين, والله أعلم. وقال مقاتل: ( العدل): التوحيد ، و( الإحسان): العفو عن الناس. "

ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى

وقال ابن عيينة: ( العدل) استواء السر والعلانية ، و( الإحسان) أن تكون سريرته أحسن من علانيته ، و ( الفحشاء والمنكر) أن تكون علانيته أحسن من سريته. " 90 - قوله عز وجل: " إن الله يأمر بالعدل " ، بالإنصاف ، " والإحسان " ، إلى الناس. وقوله "وينهى عن الفحشاء" قال: الفحشاء في هذا الموضع: الزنا. قلت: وهو في هذه الآية مراد بالمعنيين معا فإنه تعالى يحب من خلقه إحسان بعضهم إلى بعض حتى أن الطائر في سجنك والسنور في دارك لا ينبغي أن تقصر تعهده بإحسانك ، وهو تعالى غني عن إحسانهم ومنه الإحسان والنعم والفضل والمنن. وأصل البغي: التعدي ، ومجاوزة القدر والحد من كل شيء ، وقد بينا ذلك فيما مضى قبل. الثالثة: قوله تعالى " وإيتاء ذي القربى " أي القرابة يقول: يعطيهم المال كما قال " وآت ذا القربى حقه " يعني صلته.
"وينهى عن الفحشاء"عن الإفراط في متابعة القوة الشهوية كالزنا فإنه أقبح أحوال الإنسان وأشنعها. وعنه: ( الإحسان): الإخلاص في التوحيد ، وذلك معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ". وفي إسناده شهر بن حوشب. وصارت سبب إسلام عثمان بن مظعون رضي الله تعالى عنه، ولو لم يكن في القرآن غير هذه الآية لصدق عليه أنه تبيان لكل شيء وهدى ورحمة للعالمين،.

compagnialagiostra.com, 2024