سورة يس مكتوبة بالتشكيل

Monday, 29-Apr-24 04:21:57 UTC

وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا " أي: نفذ لكم الطرق الموصلة, من أرض, إلى أرض, ومن قطر إلى قطر, حتى كان الآدميون, يتمكنون من الوصول إلى جميع الأرض بأسهل ما يكون, وينتفعون بأسفارهم, أكثر مما ينتفعون بإقامتهم. " وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ " الكلام الخفي " وَأَخْفَى " من السر, الذي في القلب, ولم ينطق به, أو السر: ما خطر على القلب " وأخفى ": ما لم يخطر, يعلم تعالى أنه يخطر في وقته, وعلى صفته. فأراد الله تعالى أن ينجيهم من عدوهم, ويمكن لهم في الأرض, ليعبدوه جهرا, ويقيموا أمره. سورة ق مكتوبة كاملة. ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا " ليكون أمكن لعملكم, وأهيب لكم في القلوب, ولئلا يشرك بعضكم بعض مقدوره من العمل. فقال موسى: " مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ " وهو عيدهم, الذي يتفرغون فيه ويقطعون شواغلهم. " فقال الله لموسى: " خُذْهَا وَلَا تَخَفْ " أي: ليس عليك منها بأس. " قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ".

سورة التوبة مكتوبة كاملة بالتشكيل

بل الفصاحة والبلاغة لصاحب هذا المقام, من ألزم ما يكون, لكثرة المراجعات والمراوضات, ولحاجته لتحسين الحق, وتزيينه بما يقدر عليه, ليحببه إلى النفوس, وإلى تقبيح الباطل وتهجينه, لينفر عنه. فلما تراءى الجمعان, قال أصحاب موسى, إنا لمدركون " وقلقوا وخافوا. هذا لا يكون " فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ " مما أوعدتنا له, من القطع, والصلب, والعذاب. " إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى ". " وهذا كأنه جواب منهم لقوله: " وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ". وهؤلاء قد أتوا بالسبب, ولكن الذي أخره عنهم, كلمة ربك, المتضمنة لإمهالهم وتأخيرهم, وضرب الأجل المسمى. فلما أصبح أهل مصر إذا هم, ليس فيها منهم, داع ولا مجيب. وتمام ذلك, أن يكون لمن هذه صفته, أعوان ووزراء, يساعدونه على مطلوبه. وخص الله أولي النهى بذلك, لأنهم المنتفعون بها, الناظرون إليها نظر اعتبار. سورة التوبة مكتوبة كاملة بالتشكيل. فإنه, وإن كانت عرضت لهم الشبهة في أصل عبادته, فإن هارون قد نهاهم عنه, وأخبرهم أنه فتنة, وأن ربهم الرحمن, الذي منه النعم الظاهرة والباطنة, الدافع للنقم.

وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ". أي: ما فيها من ذكر الله أكبر من نهيها عن الفحشاء والمنكر. فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ " أي: جميع ما يقدر عليه, مما يكيد به موسى. والرابعة قوله عن آل فرعون " النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا " الآية. أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا " فيعملون من الطاعات والخير, ما ينفعهم. ومضمون ذلك, أنهم قدموا إلى ما قدموه, ولاقوا أعمالهم, وسيجازون عليها. سورة يس مكتوبة كاملة. ولهذا قال: " مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ " فلم يؤمن به, أو تهاون بأوامره ونواهيه, أو بتعلم معانيه الواجبة " فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا " وهو ذنبه, الذي بسببه, أعرض عن القرآن وأولاه الكفر والهجران. " لما بين الله لموسى أصل الإيمان, أراد أن يبين له, ويريه من آياته, ما يطمئن به قلبه, وتقر به عينه, ويقوي إيمانه, بتأييد الله له على عدوه فقال: " وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى " هذا, مع علمه تعالى, ولكن لزيادة الاهتمام في هذا الموضع, أخرج الكلام بطريق الاستفهام. من حسنها, أنها كلها, أسماء دالة على المدح. قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ".

سورة يس مكتوبة كاملة

لأن الأصوات إذا كثرت, لا بد أن تؤثر, فلذلك سأله عليه الصلاة والسلام هذه الأمور, فأعطيها. لما امتن الله تعالى على موسى بما امتن به, من النعم الدينية والدنيوية قال له: " اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ " هارون " بِآيَاتِي " أي: الآيات التي مني, الدالة على الحق وحسنه, وقبح الباطل, كاليد, والعصا ونحوها, في تسع آيات إلى فرعون وملاءه. " البحر أمامهم, وفرعون من ورائهم, قد امتلأ عليهم غيظا وحنقا. إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ". " وإما أن يكون تلقينا منه لهم مقالته, التي صمم عليها, وأظهرها للناس. له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ". " زعم أن هذه الآيات التي أراه إياها موسى, سحر وتمويه, المقصود منها, إخراجهم من أرضهم, والاستيلاء عليها, ليكون كلامه مؤثرا في قلوب قومه.

تارة بذكر أسمائه الدالة على العدل والانتقام. وإنما الوحي, والقرآن والشرع, شرعه الرحيم الرحمن, وجعله موصلا للسعادة, والفلاح, والفوز, وسهله غاية التسهيل, ويسر كل طرقه وأبوابه, وجعله غذاء القلوب والأرواح, وراحة للأبدان. وينقسم الناس في ذلك الموقف قسمين. قد اشتغل كل بنفسه وشأنه, عن أبيه وأخيه, وصديقه وحبيبه " لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ". فهذا يغفر الله أوزاره, ويعفو عما تقدم من ذنبه وإصراره, لأنه أتى بالسبب الأكبر, للمغفرة والرحمة, بل الأسباب كلها منحصرة في هذه الأشياء فإن التوبة تجب ما قبلها, والإيمان والإسلام, يهدم ما قبله, والعمل الصالح, الذي هو الحسنات, يذهب السيئات, وسلوك طرق الهداية بجميع أنواعها, من تعلم علم, وتدبر آية أو حديث, حتى يتبين له معنى من المعاني يهتدي به, ودعوة إلى دين الحق, ورد بدعة, أو كفر, أو ضلالة, وجهاد, وهجرة, وغير ذلك من جزئيات الهداية, كلها مكفرات للذنوب محصلات لغاية المطلوب. " أي أعدلهم وأقربهم إلى التقدير " إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ". وأنت أبصر بنا, من أنفسنا وأرحم, فمن علينا بما سألناك, وأجب لنا فيما دعوناك. " وسميت الزكاة زكاة, لهذين الأمرين. " وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ " من عذاب الدنيا أضعافا مضاعفة " وَأَبْقَى " لكونه لا ينقطع, بخلاف عذاب الدنيا فإنه منقطع. وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ". " فحينئذ أسروا فيما بينهم النجوى, وأنهم ينفقون على مقالة واحدة, لينجحوا في مقالهم وفعالهم, وليتمسك الناس بدينهم. " وذكر في هذا, الإيمان به, وعبادته, والإيمان باليوم الآخر, لأن هذه الأمور الثلاثة, أصول الإيمان, وركن الدين, وإذا تمت تم أمر الدين, ونقصه أو فقده بنقصها, أو نقص شيء منها وهذه نظير قوله تعالى في الإخبار عن ميزان سعادة الفرق, الذين أوتوا الكتاب وشقاوتهم " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ". وكان السحر إذ ذاك, متوافرا, وعلمه مرغوبا فيه.

سورة ق مكتوبة كاملة

ثُمَّ هَدَى " كل مخلوق إلى ما خلقه له, وهذه الهداية الكاملة المشاهدة في جميع المخلوقات. إنك كنت بنا بصيرا ". " لأن ذكره تعالى, أجل المقاعد, وبه عبودية القلب, وبه سعادته. فحينئذ علم موسى عليه السلام, أنه تحمل حملا عظيما, حيث أرسل إلى هذا الجبار العنيد, الذي ليس له منازع في مصر من الخلق. فساقه, وقدره, ويسره ورزقا لنا ولأنعامنا, ولولا ذلك, لهلك من عليها من آدمي وحيوان. " ويذكر منته أيضا عليهم, في التيه, بإنزال المن والسلوى, والرزق الرغد الهني, الذي يحصل لهم بلا مشقة, وأنه قال لهم: " كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ". " فضمن له, استمرار الطعام والشراب, والكسوة, والماء, وعدم التعب والنصب.

ويحتمل أن معناه: أفطال عليكم عهد النبوة والرسالة, فلم يكن لكم علم ولا أثر, واندرست آثارها, فلم تقفوا منها على خبر, فانمحت آثارها, لبعد العهد بها, فعبدتم غير الله, لغلبة الجهل, وعدم العلم بآثار الرسالة؟ أي: ليس الأمر كذلك, بل النبوة بين أظهركم, والعلم قائم, والعذر غير مقبول؟ أم أردتم بفعلكم, أن يحل عليكم غضب من ربكم؟ أي: فتعرضتم لأسبابه واقتحمتم موجب عذابه, وهذا هو الواقع. " وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ " أي: عصاك " تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى " أي: كيدهم ومكرهم, ليس بمثمر لهم, ولا ناجح فإنه من كيد السحرة, الذين يموهون على الناس, ويلبسون الباطل ويخيلون أنهم على الحق. بما زين لهم من الكفر, وتهجين ما أتى به, موسى, واستخفافه إياهم, وما هداهم في وقت من الأوقات. ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ". المعنى: أن علمه تعالى محيط بجميع الأشياء, دقيقها, وجليها خفيها, وظاهرها. وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ " أي: لا تنصروا ما أنتم عليه من الباطل بسحركم وتغالبون الحق, وتفترون على الله الكذب فيستأصلكم بعذاب من عنده, ويخيب سعيكم وافتراؤكم, فلا تدركون ما تطلبون من النصر والجاه عند فرعون وملائه, ولا تسلموا من عذاب الله. " فليس فيها, اسم لا يدل على المدح والحمد ومن حسنها, أنها ليست أعلاما محضة, وإنما هي أسماء وأوصاف. ورجع كيد العدو عليه, وبطل مكره, فتمت النعمة عليه, وعلى ذريته, ووجب عليهم القيام بها, والاعتراف, وأن يكونوا على حذر من هذا العدو المرابط الملازم لهم, ليلا ونهارا " يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ " أي: ينزع عنهما لباسهما, ليريهما سوأتهما, " إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ". " قال الله " سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ". " قَالَ لَا تَخَافَا " أن يفرط عليكما " إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى " أي: أنتما بحفظي ورعايتي, أسمع قولكما, وأرى جميع أحوالكما, فلا تخافا منه. فَاعْبُدْنِي " بجميع أنواع العبادة, ظاهرها وباطنها, أصولها وفروعها. فأراد فرعون أن يعارض ما جاء به موسى, فسعى ما أمكنه, وأرسل في مدائنه من يجمع له كل ساحر عليم. فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى " انقلبت بإذن الله ثعبانا عظيما. لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ " تصطلون به " أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ".

وهذا تعنت منهم, وعناد وظلم, فإنهم, والرسول, بشر عبيد لله, فلا يليق منهم الاقتراح, بحسب أهوائهم, وإنما الذي ينزلها, ويختار منها ما يختار بحسب حكمته, هو الله. فإن ذلك كله, زهرة الحياة الدنيا, تبتهج بها نفوس المغترين, وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين, ويتمتع بها – بقطع النظر عن الآخرة – القوم الظالمون. فجاءوا إليه, ووعدهم الأجر والمنزلة عند الغلبة, وهم حرصوا غاية الحرص, وكادوا أشد الكيد, على غلبتهم لموسى, وكان منهم ما كان فهل يمكن, أن يتصور مع هذا, أن يكونوا دبروا, هم وموسى, واتفقوا على ما صدر؟ هذا من أمحل المحال. أي: ولا تمد عينيك معجبا, ولا تكرر النظر مستحسنا – إلى أحوال الدنيا والممتعين بها, من المآكل والمشارب اللذيذة, والملابس الفاخرة, والبيوت المزخرفة, والنساء المجملة. فكان الجمع حافلا, حضره الرجال والنساء, والملأ, والأشراف, والعوام, والصغار, والكبار, وحضوا الناس على الاجتماع وقالوا للناس " هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ". فقضبت قبضة من أثر حافر فرسه, فنبذتها على العجل. " قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى ". وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى " أي: يجمعون كلهم في وقت الضحى.

compagnialagiostra.com, 2024