يارب عوضني عن كل شي

Thursday, 09-May-24 22:44:52 UTC

اتسعت ابتسامة "ياسر" وهو يردد باختصار كاشفًا عن هويته: - "ياسر دويدار" مدير أعمال "يامن دويدار". تنهدت "ميان" بأسى متذكرة جهدها المبذول في هذا الفيلم وتقديمه للمهرجان تحت اسم مستعار واعتذارها عن حضور التكريم الذي بُلغت به خوفًا من رد فعل "مُهاب" حيالها، لتغمغم بثبات فشلت في التحلي به: - ده فيلم قصير كنت عاملاه وأنا في أمريكا يا ماما، والحمد لله أخد الجايزة الأولى. كانت "ميرڨت" بحالة يرثى لها فمنذ أن غادرت ابنتها ظهرًا وهي تأكل الأرض إيابًا وذهابًا داعية المولى أن يفك كربها ويحفظها من كل سوء، حتى محاولة الاتصال الوحيدة التي أجرتها لهاتفها باءت بالفشل بعدما وجدته يصدح بغرفتها. دقائق مضت على "يامن" كدهرٍ قاسٍ، مضاها ما بين مراقبة مؤشرات نبض صغيره على شاشات الأجهزة، وبين تسمعها بإنصات بأذنيه، وبين دعم صغيره وتوسله إليه بالتشبث بالحياة حتى ولج الطبيب رفقة "هيلدا" التي انهمرت عبراتها بألم لحال الصغير ووالده، ليركض إليهما "يامن" جاذبًا يد الطبيب نحو صغيره وهو يهتف بتوسل: - الحقه يا دكتور أرجوك. شهقة قوية تحررت من جوف "ميرڨت" مصاحبة للطمة أقوى على صدرها وهي تهتف بفزع: - طلقك طب ليه؟! يارب عوضني عن كل شي خلقناه بقدر. يارب عوضني خيرا عن كل شيء انكسر في نفسي. أخيرًا جلست على الأريكة لدقائق بعدما حل بها التعب، وهي تردد بخوف وفزع: - يا ترى انتِ فين يا بنتي وإيه اللي صابك ووصلك للحالة دي بعد ما هديتي وإيه الورقة اللي كانت في ايدك دي؟.

يارب عوضني عن كل شي خلقناه بقدر

وضعت "ميان" يدها على أعينها بتذمر حاجبة عنهما ضوء الشمس، وهي تهتف: - اقفلي الشباك ده لو سمحتي يا ماما. ليدوي صوت رخيم أمامها بكبرياء غلف كل حرف ترنم به: - أعتقد اني ما حددتش توقيت بعينه. لم يأتيه جواب من "يامن" إلا حينما أخبره بضرورة التحدث معه بالخارج، ليردد بانكسار: - عارف هتقول إيه يا دكتور بس ده ابني ومش هسيبه يروح مني طول ما فيه روح. تناولت مديرة الدار الستينية البشوشة المظروف منه بخجل دفين وهي تطوف المكان حولها بأعين تلتمع بها الفرحة مرددة: - حضرتك شايف المكان حواليك وصل لإيه.. ده بقا جنة بفضل مجهودك ومساعدتك للدار. أشار الشاب نحو أحد المقاعد وهو يردد بعملية: - اتفضلي حضرتك ارتاحي على ما مستر "يامن" يوصل بالسلامة. انفرجت ابتسامة رضا بوجه "ميرڨت" وهي تردد: - صباح الفل يا قلب ماما قومي يلا يا حبيبتي عشان ميعادك مع "يامن دويدار". كانت أنظار الطبيب معلقة بشاشات الأجهزة وهو يضع حقيبته الطبية أعلى الطاولة، ليفتحها متناولًا منها عقارًا طبيًا منشطًا لعضلة القلب، وبدأ سحبه بمحقن بلاستيكي، ليحقن به الوريد المتصل بالقلب وهو يردد بثبات: - اطمن يا أستاذ "يامن" إن شاء الله هيكون بخير. تناولت "ميان" البطاقة منه بضيق جلي من هذا اليامن وهي تردف بجدية: - تمام يا أستاذ "ياسر" مهمتك انتهت لحد هنا والباقي بقا مهمتي أنا. يارب عوضني خيرا ان في قلبي حزن كبيران تقتي بي الله كبير اللهم اشكي إليك ضعفي وقوتي وقلتة حيلتي الهم. يارب عوضني خيرا عن كل شيئ كسر نفسي Mp3 - سمعها. جلست "ميرڨت" بطرف الفراش إلى جوارها مائلة بجذعها نحو طاولة صغيرة تلتقط من أعلاها صينية محملة ببعض الفطائر وكوب من العصير الطازج، لتضعها أمام ابنتها مرددة بجدية: - افطري الأول وبعدين نشوف موضوع اللبس ده. اتجه "يامن" إلى مقعد القيادة بسيارته وانطلق بها متجهًا إلى مكتبه. فين الخير ده يا بنتي وانتِ بالمنظر ده؟! ليصدح رنين ناقوس الباب، فتهم "ميان" بالنهوض إلا أن يد "ميرڨت" التي رببت على ساقها أوقفتها، قبل أن تردد بابتسامة: - خليكِ انتِ يا بنتي وأنا هشوف مين. أكملت "ميرڨت" إطعام ابنتها وهي تردد بلامبالاة: - البدايات ما تفرقش معايا أهم شيء النتايج والنتيجة بتقول إنك هتحققي حلمك وهتشتغلي في مجال دراستك قومي يلا بقا.

يارب عوضني عن كل شي خسرته

تناول "ياسر" قهوته الصباحية من يد العاملة وهو يرسل لها ابتسامة ودودة، ملتفتًا نحو زوجته مرددًا بهدوء: - قابلتها إمبارح والمفروض ميعادها كمان ساعة. وغادرت متجهة نحو ابنتها التي لاحظت ولوج "ياسر" إلا أن حالتها لم تسمح لها باستكشاف هويته، لتردد بسعادة: - ده "ياسر دويدار" مدير أعمال المطرب "يامن دويدار" وعايز يشوفك. ده أخوه يا حبيبتي يعني عمره ما يعمل معاه كده.

يارب عوضني عن كل شي معقول

You have reached your viewing limit for this book (. جعدت "ميان" قسماتها بدهشة واستنكار وهي تردد: - أعتقد إن حضرتك قبل ما تكون مدير أعمال "يامن دويدار" فأنت أخوه. أومأت له "ميرڨت" وهي تردد بود: - عيوني.. يارب عوضني عن كل شي الا. بعد إذنك. رفع "يامن" كلا حاجبيه بتهكم، وهو يردد بسخرية تشعل أحرفه: - الظاهر إني غلطت نفس غلطة لجنة تقييم المهرجان لما اختارنا مخرجة جبانة زيك. هبت "ميرڨت" من مقعدها بسعادة غامرة، لتضم ابنتها إلى صدرها بقوة وهي تردد بفرحة أربكت أحرفها: - ألف مبروك يا حبيبتي فرحتيني قوي ربنا يسعد قلبك يا رب.

يارب عوضني عن كل شي الا

تلفظت بها "ميان" قبل أن يتنهد "ياسر" بهدوء مغمغمًا: - حقك طبعًا ترفضي الشغل ومحدش فينا يقدر يجبرك على حاجة بس أنا ليا رجاء شخصي. جلس "ياسر" ثانية وهو يردد بابتسامة موجهة إلى "ميرڨت": - تسلم إيدك يا هانم تعبتك معايا. تارة تجلس على الأريكة للحظات قليلة وتارات أخرى تراقب الطريق من شرفتها فيزيد توترها حينما لا تجد أثرًا يدل عليها. وما إن أولاها ظهره حتى ارتسمت ابتسامة عاشقة بثغره، فمعشوقته مازالت الغيرة تشعل فؤادها وتهلكه، ليسرع بُخطاه مغادرًا المكان وسط صيحات "سومية" الساخطة والتي قررت أن تتقصى حقائق تلك المخرجة الفذة. أثارت دقته تلك غيرة "سومية" وأشعلتها، لتحمحم بحنق ساخط فشلت في إخفائه وهي تردد: - ودي قابلتها فين بقا؟. يارب عوضني عن كل شي معقول. اشتعل غضبها وتأججت نيرانه بأوردتها، لتستدير نحوه صائحة به بحدة أكبر: - وانت مالك أتخبى أظهر انت مالك؟!

يارب عوضني عن كل شي واحشني

دمتم في أمان الله وحفظه. أومأت "ميان" برأسها بإنهاك قوي ونهضت "ميرڨت" نحو الباب تفتحه لتجد من يطل عليها بابتسامة واسعة مرددًا باعتذار: - أنا أسف يا هانم إني جيت بدون ميعاد بس أنا فعلًا محتاج أقابل أستاذة "ميان" ضروري. ضيقت "ميرڨت" عينيها مستنكرة وهي تردد بتعجب: - جايزة إيه؟ وفيلم إيه؟!.. زفرت "ميان" بضيق وهي تنهض من مجلسها مرددة بإرهاق: - تمام.. هغسل وشي وأجيلكم. أشرقت شمس يوم جديد على "يامن" لتصقله بنورها الكاشف لنفوس سكنتها العتمة. هو عايز يمشي الكون على مزاجه ولا إيه؟. ولج" ياسر" إلى الغرفة واحتل أريكتها بهدوء وهو يثني على حُسن ضيافة "ميرڨت" التي أجابته بجميل حديثها:- نورت يا ابني ثواني وأنادي "ميان" بس الأول تحب تشرب إيه؟. هتفت "ميرڨت" بصدمة: - ليه كده بس يا بنتي؟! وضع كلا كفيه في جيبي سرواله بثبات وتعالٍ وهو يمط فمه بلامبالاة، بينما خطت هي نحوه في محاولة للمرور إلى باب المكتب إلا أنه كان سدًا منيعًا بينها وبين هذا، لتهتف به بحدة غير مبررة: - الطريق لو سمحت. تضاعفت صدمة "ميان" وامتعاضها وهي تهتف مستنكرة: - ده إيه الافترا ده؟! لابد لكل عتمة أن تنقشع، وكل ثائر أن يذعن، وكل همٍ أن ينجلي، هذا وعد ربي. لن يدعك الله بلا عوض ولن ينساك دعه يدبر أمرك وسيعطيك فوق ما تريد نفحات النابلسي.

ليتسلل إلى مسامعها صوت تحريك مفتاح بباب الشقة تلاه ولوج "ميان" التي وبالرغم من شحوب وجهها زينت وجهها بابتسامة خفيفة مطمئنة لوالدتها. تفحص مؤشرات الأجهزة، ليجد "هيلدا" تلج إليهما بابتسامة خفيفة مرددةً: - صباح الخير سيدي. حرك "ياسر" رأسه بنفي وهو يمط فمه بأسف مغمغمًا: - "يامن دويدار" ما يعرفش أبوه في الشغل وأي حد ممكن يوقف مسيرته أو يعطلها للحظة بيشطبه من حياته من غير ما يرف له جفن. معلش يا ماما سبيني براحتي. جلست "ميرڨت" وتبعتها "ميان" بالجلوس، وكان "ياسر" قد أنهى قهوته، لتغمغم الثانية بثبات قوي: - أنا أسفة يا أستاذ "ياسر" نفسيًا مش مستعدة لشغل زي ده دلوقتي. التفتت "ميرڨت" برأسها نحو "ياسر" وهي تردد باعتذار رافقته سعادتها: - معلش يا أستاذ "ياسر" انت ما تعرفش "ميان" كان كل حلمها إنها توصل للجايزة دي. تناولت "سومية" مشروبها الصباحي وهي تردد بجدية متهكمة: - أكيد برنسس "چوليا" معترضة على موضة الفطار العائلي البلدي دي. تنحى "يامن" جانبًا وهو يرمقها بدهشة تنافي جموده الخارجي، لتعبر هي إلى الباب، فتستوقفها نبرته المتهكمة: - ده مش غريب على واحدة اتخبت ورا اسم مستعار. كلام مؤثر للشيخ وسيم يوسف أين أنت يارب كسرو قلبي. يمكنك رؤية جميع طلباتك. وألقى جواله أرضًا، ليقترب من تخت صغيره واضعًا أذنه أعلى صدره الساكن يتسمع إلى دقات قلبه الخافتة بإمعان وتركيز قوي، لينهض بجذعه قليلًا وهو يمسد على خصلات شعره مردفًا باستجداء: - اجمد يا "آدم".. عشان خاطر أبوك اتحمل شوية كمان اوعى تسيبني أنا عايش عشانك "آدم".. يا ابني. نهضت "ميرڨت" بتعثر شديد كاد أن تطرحها ارضًا لتركض نحوها "ميان" متشبثة بيدها وهي تردد بلهفة وخوف: - اهدي يا حبيبتي أنا بخير. فتح "يامن" الباب الخلفي لسيارة الدفع الرباعي خاصته، وبدأ بتوزيع الهدايا على الجميع بابتسامة سعادة قليلًا ما يحياها. أخرج "يامن" مظروفًا منتفخًا بكثير من الورقات المالية من سيارته وناولها إياه مرددًا: - اتفضلي وأنا أسف لو خليتهم ينتظروا وياريت لو الدار ناقصها أي حاجة تبلغيني على طول.

أنهى "يامن" ما بيده واستدار يتفحص معدلات صغيره الحيوية ومؤشراتها من الأجهزة الموصولة به، لينتفض جسده بصدمة حينما وجد هبوط مؤشرات النبض بالجهاز. وأنهى كلماته بخُطى ثقيلة دوت دقاتها بمسامع تلك التي نُزع فتيل انفجارها، لتتبعه مهرولة إلى الداخل بخطى غاضبة وهي تصرخ به: - مين دي اللي جبانة يا أستاذ انت؟.. ومين أصلًا إداك الحق إنك تتكلم معايا بالأسلوب ده؟! واستدارت مغادرة وهي تُكمل حديثها: - ابقا قوله يا ريت يلتزم بمواعيده. بس يا بنتي.. قاطعتها "ميان" بثبات مرددة: - من غير بس يا ماما مش هيكون أغلى من ابني اللي اتحرمت منه. عمو يا "چوليا" أنكل دي نقولها للغريب يا حبيبتي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة للموقع. واتجهت نحو غرفتها، بينما خطت "ميرڨت" نحو المطبخ تعد القهوة لتلجا سويًا بعد دقائق قليلة إلى الصالون، فنهض "ياسر" من مجلسه برقي وتقدير وهو يجيب تحية "ميان" التي أشارت نحو مقعده ثانية وهي تجلس بالمقعد المقابل له: - نورت يا أستاذ "ياسر".. اتفضل ارتاح واشرب قهوتك. قالتها "چوليا" بتذمر ممتعض، ليجاوبها "يامن" هامسًا بتهكم ساخر: - ولازم يعني تقوليلي نفس الكلمتين دول كل يوم الصبح؟. رواية لااصطفي بالحب غيرك الفصل الرابع بقلم فاطمه علي محمد.

ارتفعت "ميان" بجذعها مستندة على ظهر التخت وهي تراقب والدتها بدهشة واستنكار مرددة: - بتعملي إيه يا ماما أنا مش رايحة في حتة وبفرض إني روحت فمش هلبس فستان أصلًا. ارتشفت "ميان" رشفة من العصير تلتها قضمة من الفطيرة وهي تردد بابتسامة متصنعة: - أهو قولتي باختيار مش باختيار "يامن دويدار". تنهد "يامن" براحة كبيرة قبل أن يردد برضا: - كل ده بفضل ربنا وكرمه.. معلش أنا مضطر أمشي بس أكيد هرجع لهم تاني عشان نلعب ونغني سوا. وحاد بأنظاره نحو "ميان" بعدما تناول احدى رشفات فنجانه: - هدخل في الموضوع على طول "يامن" شاف الفيلم القصير بتاعك وعجبه شغلك جدًا وعايزك تشتغلي معاه في ألبومه الجديد. ربتت "ميرڨت" على كتف ابنتها بحنو وهي تردد بتضرع: - ربنا يصبر قلبك يا بنتي ويجمعك بيه على خير يارب عاجلًا غير آجل. كلمات قذفتها "ميرڨت" بإسراع مرتبك وهي تطوف معالم ابنتها التي دنت من رأسها تلثمها بهدوء مستنشقة الأمان بعبقها متنهدة براحة وهي تجلس جوارها بابتسامة لم تصل إلى أحداقها قط، مرددة: - الحمد لله يا حبيبتي والله أنا كويسة وأحسن من الصبح بكتير كمان. خطت "ميرڨت" نحو خزانة ثياب ابنتها تنتقي منها فستانًا ورديًا أنيقًا بأكتاف عريضة رفعته أمام أعينها تتفحصه وهي تردد بإعجاب: - حلو قوي الفستان ده يا "ميان" أظن إن جه وقته النهاردة. اتسعت عينا "ميان" دهشة من أفعال والدتها، فهي لم تكن يومًا بهذا الحماس، لتهتف مستنكرة: - إيه ده يا ماما؟!.. و يا ترى الهانم كانت لوحدها ولا معاها جوزها. حمحمت "ميان" بخجل من وجود "ياسر" الذي كان يتابعهما بابتسامة واسعة، لتغمغم بخفوت: - الله يبارك في حضرتك يا ماما بعدين بقا.

compagnialagiostra.com, 2024